الأربعاء 02 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

الكويت في دائرة الخطر

Time
الأحد 18 يونيو 2023
View
12
السياسة
أحمد الدواس

كانت كوريا الجنوبية بلداً محطماً بعد الحرب العالمية الثانية عندما انتهى الاحتلال الياباني لها، وكان سكانها فقراء، ونظراً الى حاجة الناس فيها إلى الضروريات في ذلك الوقت، مثل بناء المنازل الصغيرة المتواضعة والمواد الاستهلاكية، فقد أنشأت الحكومة صناعات حرفية لإشباع هذا الطلب.
وركزت حكومتها على تشجيع الصناعات الصغيرة، وأصلحت الأراضي الزراعية، ومشاريع البنية الأساسية، وامتصت مشكلة البطالة، ولما فاض الإنتاج تم التصدير الى الدول المجاورة، وتدفق عليها المال.
تدريجياً استثمرت كوريا الجنوبية في التعليم، ومع تشجيع الدولة للصناعة تمكنت عمالتها من إنتاج أجهزة إلكترونية وباعتها للخارج بثمن زهيد، وبمرور الزمن حققت البلاد نمواً اقتصادياً كبيراً، وأصبحت ضمن الدول الاقتصادية الكبرى، وبات معدل دخل المواطن الكوري الجنوبي من بين أعلى معدلات الدخل في العالم.
رئيس رواندا في أفريقيا نقل بلاده من فقرٍ واقتصادٍ منهار وحرب أهلية، دامت اربع سنوات راح ضحيتها مليون قتيل، الى بلدٍ اقتصاده قوي وقضى على الفقر والجهل.
تايوان جزيرة تضربها الزلازل والأعاصير الموسمية، وهي فقيرة كانت تشتري الرمل من الصين ونمت وتقدمت.
فيتنام عانت من حرب أهلية ثم تقدمت فأصبحت أحد ما يٌسمى "النمور الآسيوية"، والأمثلة كثيرة لولا ضيق البراح.
النفط مصدر ناضب، لذلك نتمنى أن تهتم حكومتنا بإقامة الصناعات الصغيرة التي تخلق دخلا آخر للدولة، مثل مصانع الأدوية، ومصانع مواد البناء، وحاجات الزراعة، الى جانب الاهتمام بالمشروعات السياحية، والاهتمام بتنمية الجزر الكويتية، واستخدام المطر الاصطناعي، وتشجيع المستثمر الأجنبي على إقامة المشروعات السياحية.
وهكذا، بدلا من منح التأشيرات لدخول مئات الآلاف من الأشخاص الى الكويت في زيارات موقتة، بينما البلد يحتاج الى إصلاحات في البنية الأساسية، كما لا توجد أماكن ترفيهية فيه، فأين يذهب الزائر، لذلك اهتموا بإصلاح البلد من الداخل قبل منح تأشيرات الدخول.
خطأ المفهوم الذي يردده البعض أن "البلد منغلق افتحوه للناس"، إننا ونحن حاليا نعاني من عيوب داخلية، فلا مدينة ترفيهية، ولا طرق سليمة، مع أزمة ازدحام المرور، ومهربي المخدرات نشطون، فما بالك لودخل البلاد مئات الآلاف من الأشخاص، فمن المحتمل جدا أن يحاول كثير منهم تجديد إقامتهم، وبعضهم يدخل المخدرات، ثم أين يسكنون؟ مما يزيد الأعباء على الشرطة ورجال الأمن.
نحن في حاجة الى وزير مالية محنك على إلمام بدروس الاقتصاد وتجارب الأمم لينقذنا من تردي الوضع الاقتصادي.
وزير شجاع يعمل بأمانة وضمير حي، لا يخشى استجوابات مجلس الأمة، كما نحتاج الى نواب على قدر كبير من المسؤولية يضعون مصلحة الكويت فوق كل اعتبار.
إن بلداً مثل الكويت يُفترض ان يكون في مصاف البلدان المتقدمة، لكننا نجد العكس، فبسبب غياب وزير المالية المحنك، تخرج من الحكومة والمجلس مقترحات خطيرة، كدراسة توسيع "مجلس التعاون" ليضم بلدانا عربية، ولا تدرك الجهتان ان في هذا "خطرا كبيرا ودمارا للكويت"، حيث سيتدفق على البلاد ملايين الوافدين من البلدان الأخرى لارتفاع الأجر بغية الاستقرار والعمل.
السيارة الكهربائية سيستخدمها العالم عما قريب، فكل المؤشرات تقول ان العالم سيستخدم خلال السنوات المقبلة الطاقة الشمسية، أو طاقة الرياح، أو حتى أمواج البحر، لإنتاج الطاقة بدلا من النفط، ما يعني انخفاض الطلب على النفط وتدني سعره، ونحن لا نملك مصادر أخرى للدخل كالصناعات التي ذكرناها، ولا محاصيل زراعية، ما يعني تضاؤل إيرادات البلاد، ولن تغطي الكويت المصروفات العامة، وستدخل في حالة الفقر.

[email protected]
آخر الأخبار