السعيد للممتنعين عن التطعيم: لا تكونوا ضحايا تضليل "أعداء الصحة" فيما أكد الاستاذ المساعد بجامعة الكويت والباحث بمعهد دسمان للسكري الدكتور عبدالله الشمري، ان الكويت في سباق مع موجة سلالة "دلتا"طالما لم يتم دعم حملة التطعيم بإجراءات تحد من سرعة انتشارها العالية، حذر عضو لجنة التطعيم بوزارة الصحة الدكتور خالد السعيد من "التضليل" بشأن لقاحات "كوفيد 19"، الذي يقف خلفه "اعداء الصحة"، ناصحا بأخذ لقاح معتمد.واشار السعيد في تغريدة له على حسابه في "تويتر" الى انه تم اعطاء 3 مليارات جرعة للبشر في الدول المتحضرة، وأثبت اللقاح فعاليته في الحماية، مخاطبا الممتنعين عن التطعيم قائلا: اعداء الصحة يريدونك ان تكون ضحية من ضحايا تجربة مناعة القطيع.ونشر السعيد في تغريدة أخرى جدولا يظهر ان عدد حالات الوفاة بـ"كورونا" خلال 8 أيام من 24 يونيو الماضي الى 1 يوليو الجاري بلغ 85 حالة، منها 80 حالة من غير المطعمين بنسبة 94.1 %، و3 حالات من المطعمين بجرعتين "3.5 %"، وحالتان بجرعة واحدة "2.35 %".وقال: هذه الوفيات بين غير المطَعمين تسبب الحزن لنا لأنه بالامكان تجنب أغلبها بالتوكل على الله واخذ اللقاح، مضيفا: "لا تسوق أخبار اعداء الصحة و تتحمل وزر وفاة واحدة، (انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد بالارض فكأنما قتل الناس جميعا)". من جانبه، قال د.الشمري في تغريدات له على حسابه في "تويتر" ان كفاية المناعة المكتسبة عند الفرد لمنع انتقال الفيروس، تعتمد على ثلاثة عوامل على الأقل: 1 - درجة العرضة للإصابة (susceptibility)، 2 - درجة نقل الفيروس بعد الإصابة (transmissibility)، 3 - مدة فعالية المناعة. وأضاف ان الدراسات تشير إلى أن عددا من تطعيمات "كوفيد 19" تقلل العاملين 1 و2 بنسب فاعلة في حال تلقى الفرد جرعتين،وكذلك تزيد من العامل 3، ولكن غير معلوم إن كان المدة أطول من سنة، لذلك قد يستوجب اللجوء إلى جرعات تحفيزية تطيل من مدة المناعة (كحال التطعيمات الأخرى).وتابع بالنسبة للكويت، هناك خليط من المتحورات أشدها سرعة هو "دلتا" ويليه "ألفا"، لذلك هناك تعقيدات مرتبطة بحساب النسبة المستهدفة من حملة التطعيم ولكن بشكل عام ستكون أكبر من 80% بفعل زيادة سرعة انتشار "دلتا" وعوامل أخرى.
وعن السيناريو الوبائي المرجح، قال د.الشمري: إنه طالما استمر الوباء بالتفشي سيستمر بالتحور، وطالما كان هناك تحورات سريعة التفشي كسلالة دلتا سيصعب على التطعيم أن يوقف توطن الوباء فليس هناك تطعيم فعال ضد الإصابة بنسبة 100%. واضاف "لذلك من المرجح أن يدخل الوضع الوبائي بمرحلة التوطن الوبائي بحيث يتوطن المرض (endemic disease) فيستمر بالتفشي مع ظهور موجات محدودة متفرقة وممكن موسمية، ولكن أشد خطورة بفعل تطعيم نسب كبيرة من المجتمع".وزاد "ليس هناك تطعيم قادر على القضاء على انتشار الوباء بسلالاته الحالية، على الأقل ليس بالأمد القريب ففعالية منع الإصابة ليست كافية للوصول إلى هذا الهدف"، لافتا الى ان الأهم هو أن التطعيم له فائدة وقائية أخرى متعلقة بالآثار المرضية للفيروس". وحول فوائد التطعيم، ذكر د.الشمري ان التطعيمات قادرة على تقليل نسبة المضاعفات والوفاة بشكل كبير، وهو ما سيسهل على الحكومات والشعوب عملية إدارة المرض وحياتهم كحال الأمراض الموسمية الأخرى.واشار الى ان الوصول إلى نسب تطعيم كبيرة سيرتبط به تخفيف من معدلات الانتشار وربما حسر الوباء لمستويات غير نشطة، لافتا الى ان هناك أدلة علمية وشواهد كثيرة على فعالية حملات التطعيم في خفض نسب الدخول للمستشفى بشكل يجعل المجتمع قادرا على التعايش مع المرض، ولذلك يتوجه العالم لتطعيم الجميع بأسرع وقت ممكن.وختم د. الشمري "بالنسبة للكويت، فنحن نلاحق موجة سلالة دلتا وسنستمر باللحاق بها طالما لم يتم دعم حملة التطعيم بإجراءات تحد من سرعة انتشارها العالية، فإما الموجة تصل لحد مناعة القطيع قبلنا وإما نحن كمجتمع وحكومة نفرض عليها انحسارا في ظل وجود أدوات تدخل إضافية".