الكويت في عين العاصفة الأسوأ

* السيول حوَّلت الدائري السابع نهراً وجرفت المركبات دون خسائر في الأرواح
* زيادة المخزون الدوائي بالمستشفيات ورفع جاهزية بنك الدم وتوفير 103 إسعاف و290 فنياً
* الرومي: إقامة سواتر رملية لمنع وصول الأمطار إلى المناطق السكنية في مدينة صباح الأحمد

كتب ـ مروة البحراوي ومحمد غانم:

في يوم غابت شمسه إلا لماما...وتحوَّل نهاره ظلاما بفعل طبقات الغيوم والسحب الكثيفة التي أدت الى انخفاض شديد في مستوى الرؤية الأفقية، دخلت الكويت، أمس، الموجة الثانية من موجات عاصفة الأمطار الرعدية، التي وصفها خبراء الأرصاد الجوية بأنها "قد تكون الأقوى والأسوأ في تاريخ البلاد"، اذ استمر سقوط الامطار منذ الصباح الباكر وعلى مدى ساعات اليوم، متحولاً مع حلول المساء الى سيول جارفة صارت معها بعض الطرق الرئيسية أنهاراً جرفت المركبات، فيما سبقت الحكومة السيل بحزمة من التدابير الوقائية والاحترازية، كان آخرها قرار مجلس الوزراء باستمرار تعطيل العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية اليوم الخميس، كما نشرت الآلاف من قوات الدفاع المدني والاطفاء والحرس الوطني مع مئات المركبات على الطرق وفي الشوارع الرئيسية، التي اغلق الكثير منها احترازياً وسط تحذيرات من اشتداد العاصفة، ومن دون أن تسجل أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات، في الوقت الذي ترددت فيه معلومات عن الغاء نائب وزير الخارجية الروسي زيارة كانت مقررة له الى الكويت بسبب سوء الاحوال الجوية.
ووسط توقعات بأن يعود الطقس الى التحسن تدريجياً اعتبارا من مساء اليوم، رجحت ادارة الارصاد الجوية استمرار حالة عدم الاستقرار والامطار نهار اليوم، واصلت لجنة الدفاع المدني بث الرسائل التحذيرية الى المواطنين والمقيمين على الهواتف، دعت فيها الى عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة، وحذرت من الاقتراب من اعمدة الكهرباء والاسلاك المتدلية اثناء سقوط الامطار وعدم التجمع في اماكن الحوادث او تجمعات الامطار لمنح رجال الامن الفرصة للقيام بواجبهم.
وأكدت اللجنة في بيان وزعته، أمس، أن الجيش زود وزارة الصحة بتناكر شفط وآليات لمستشفيات الفروانية والعدان والأميري والفروانية.
وأشارت إلى نشر الدوريات الأمنية لتنظيم وتسهيل السير على الطرق الرئيسية والدائرية والتقاطعات ومراقبة الإشارات الضوئية ومتابعة إصلاح التقاطعات المتعطلة وتقييم الوضع العام من خلال المعلومات التي ترد من الأرصاد الجوية والدفاع المدني والفرق الأمنية ونقلها الى القيادة العليا، لافتة إلى إنشاء مراكز ميدانية متقدمة في المنطقة الشمالية (مخفر شرطة الجهراء الشمالي) والجنوبية (مخفر شرطة الفحيحيل).
وعن جهود الحرس الوطني، قالت إنه تم نشر 3 فرق تعزيز خارجية متمركزة في مراكز اطفاء المنقف والفحيحيل والجهراء وإرسال آليات إلى منطقة صباح الأحمد السكنية لمساندة الجهات العاملة وزيادة عدد المضخات المرسلة إلى تلك المنطقة لتعزيز الامكانيات الموجودة.
وذكرت أن بلدية الكويت تولت فتح المناهيل المغلقة وأبرزها على الطريق الدائري السادس مقابل منطقة أمغرة وإزالة الأنقاض منها في منطقة سعد العبدالله، في حين أكدت وزارة الكهرباء والماء جاهزية فرق طوارئ الكهرباء في جميع المحافظات بالنسبة للمولدات، كما تم توفير 14 مولداً في صبحان و5 مولدات في الجهراء و3 مولدات في منطقة صباح الأحمد و3 مولدات في الفحيحيل ومولدين اثنين في الجهراء ومثلهما في النهضة.
وأوضحت أن وزارة الصحة قامت بتفعيل غرفة عمليات الطوارئ وتخصيص مستوصفات الرعاية الأولية للحالات الطارئة ورفع المخزون الدوائي بالمستشفيات ورفع جاهزية بنك الدم وتوفير 103 سيارات إسعاف و290 فنيا و3 آليات مجهزة بمعدات طبية بالإضافة إلى مستشفيات ميدانية.
ونبهت إلى إغلاق عدد من الطرق كلياً أو جزئياً من بينها طريق الملك فهد وفرعي السابع مع كبد والملك عبد العزيز ونفق المنقف والصباحية وشارع الخليج وفرعي حمود الجابر مع الدائري السادس وكبد باتجاه السادس وفرعي دوار الامم باتجاه السالمية والدائري الرابع مقابل قرطبة وتقاطع جنوب الصباحية وتقاطع نادي الفحيحيل وطريقي 209 و250.
وأكد وزير الاشغال العامة حسام الرومي خلال جولة تفقدية لعدد من المناطق أن وزارة الدفاع أقامت سواتر رملية لمنع وصول مياه الامطار إلى المناطق السكنية في مدينة صباح الأحمد، فيما أقامت فرق الحرس الوطني وشركة نفط الكويت على تركيب مضخات اضافية بطاقة 4 آلاف غالون في الدقيقة على مجرور المياه جنوبي البلاد ومواقع أخرى.
من جهته، اعلن مدير ادارة الطوارئ الطبية في الوزارة الصحة منذر الجلاهمة عن تلقي 144 بلاغاً بينها 11 حالة حوادث طرق و13 حالة تنفسية وحالتي اصابة قلبية و83 حالة متفرقة.
واشار الجلاهمة في تصريح إلى "السياسة" إلى تعزيز الامدادات بالقوى العاملة من خلال توفير نحو 2000 فني طوارئ و 105 سيارات اسعاف في المنطقتين الشمالية والجنوبية.