الكويت: ننأى بالنفس عن الخلاف الخليجي

* نسعى إلى وحدة الموقف وتجاوز الخلاف ونرفض إقحامنا فيما لا دخل لنا فيه
* ‏تواصلنا مع المسؤولين في القناة ومكتبها في الكويت وطالبنا بتصحيح الخطأ وتداركه فوراً
* نواب: إقحام الكويت في قضية ليس لها شأن بها تجاوز للأخلاق المهنية الإعلامية
* نشطاء وإعلاميون: دندراوي لم تسئ إلى الكويت.. وحديثها موجه لأنصار "الإخوان"

كتب ـ خالد الهاجري وعبدالرحمن الشمري:

كـ"زوبعة في فنجان" .. انتهت الأزمة التي تسببت بها مذيعة في قناة "العربية" كما بدأت، من دون أن تفسد الود العميق أو تعكر صفو المحبة بين الاشقاء.
وفي حين سعت بعض الاطراف الى النفخ في رماد الأزمة ، نجحت وزارة الاعلام في وضع حد للمتصيدين في الماء العكر، متخذة من الخطأ مدخلا للتأكيد على ثوابت الكويت الخليجية؛ إذ أعربت الوزارة عن رفضها اقحام الكويت في قضايا إعلامية لا دخل لها فيها،مشيرة إلى أن "ما قامت به المذيعة يحمل إساءة بالغة غير مقبولة تجاه الكويت وشعبها".
وأكدت الوزارة في بيان صحافي أصدرته أمس أن "الكويت سعت وتسعى دائما إلى وحدة الموقف الخليجي وتجاوز الخلاف بين الأشقاء، كما دعت دائما إلى وقف الحملات الإعلامية لما تمثله من مساس بالعلاقات الأخوية بين أبناء دول المجلس وتأثير سلبي مباشر على روح تلك العلاقة".
وأشارت الى "حرص الكويت على النأي بنفسها عن أن تكون طرفا في تلك الحملات"، وشددت على أنها "قامت ‏باتخاذ إجراءاتها الداخلية المعتادة بالتواصل مع المسؤولين في قناة العربية ومكتبها في الكويت وطالبتها بتصحيح الخطأ وتداركه فورا".
وأكدت الوزارة في الوقت ذاته أن "الكويت تحترم حرية التعبير والعمل الإعلامي المهني، لا سيما الذي يسعى إلى تقريب وجهات النظر وتحقيق وحدة الصف الخليجي".
وكانت مذيعة (العربية) سارة الدندراوي قد عرضت لتقرير بثته وكالة بلومبيرغ عن استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم عبر خفض أسعار الكحول، أشارت في ختامه الى الكويت ، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من النواب والمغردين، الذين دانوا اقحام الكويت في الخلاف الخليجي، واعتبروا اشارتها نوعا من التحريض
في الوقت ذاته، رأى اعلاميون وناشطون سياسيا، أن اشارة الدندراوي لم تنطو على أي اساءة إلى الكويت أو خروج عن الاعراف والتقاليد المهنية.
وقال النائب د. عبدالكريم الكندري ان "اقحام قناة العربية للكويت في موضوع لا يمت لنا بأي صلة تجاوز مرفوض يستوجب الرد من الحكومة ومحاولة بائسة لاقحام الكويت في الخلاف الخليجي رغم وضوح موقفنا منه منذ البداية.
بدوره ، رأى النائب خالد العتيبي أن خروج المذيعة عن العرف الإعلامي والحديث عن الدولة الشقيقة ومن ثم الكويت بأسلوب مستفز يلزم القناة اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها ومحاسبة كل من يتجرأ على ذكر اسم الكويت.
وقال العتيبي : إن ما فعلته القناة باقحام الكويت في قضية ليس لها شأن بها بمثابة تجاوز في أخلاق المهنية الإعلامية ومحاولة لضرب اسفين الفتنة وتوسيع نطاق الخلاف الذي ضرب منظومتنا الخليجية، فالإعلام رسالة ومهنية وعلى الحكومة أن ترد على هذه المهاترات الصبيانية.
أما النائب صلاح خورشيد، فأشار إلى أن "‏ما فعلته المذيعة غير مبرر ومرفوض جملة وتفصيلا، ولا يخدم المساعي الجدية الرامية الى رأب الصدع بين الأشقاء".
ورفض النائب عمر الطبطبائي ما حدث ، مبينا أن محاولات دفع الكويت إلى تغيير موقفها الحيادي من الأزمة الخليجية في أي اتجاه فاشلة.
واستنكر النائب طلال الجلال ما قامت به القناة، وطالب الجهات الرسمية باتخاذ الاجراءات اللازمة، مؤكدا أن الكويت تقف على مسافة واحدة من جميع الدول الخليجية.
إلى ذلك، أعلن رياض العدساني أنه الغى مداخلة له امس مع نشرة أخبار قناة العربية بسبب المساس بالكويت وإقحامها في قضية لا شأن لها فيها متعلقة بأسعار الخمور .
في المقابل ، رأى الفريق الثاني الذي ضم نشطاء واعلاميين أن ما قالته دندراوي لم ينطو على اي سوء، ومن له عقل سيعرف انها توجه رسالتها لأنصار جماعة الاخوان المسلمين في الكويت وليس لشعب ولا لحكومة الكويت"، متهمين " أنصار الاخوان" بالسعي الى خلق ازمة للهروب من سؤالها.