الكويت والمغرب رؤى مشتركة ومواقف مشرفة

بسام القصاص

63 عاماً هي عمر العلاقات السياسية الرسمية المتميزة بين البلدين الشقيقين الكويت والمغرب، التي وضع لبناتها الأولى المغفور له الملك محمد الخامس بزيارته التاريخية للكويت عام 1960، التي ترسخت بشكل واضح وملموس في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني، وتعززت كذلك بفضل حرص الملك محمد السادس، وأمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح على رعايتها وإرساء دعائمها في وئام تام، وتنسيق متبادل، وتآزر أخوي متواصل يعكس متانة أواصر التعاون المثمر، والتضامن الفعال.
ويتضح من تاريخ علاقات البلدين ان ثمة رؤى مشتركة وتوجهات من قيادتي البلدين نحو آفاق أرحب، وزخم مضاعف للعلاقات الثنائية، بغية تعزيز المصالح المشتركة، وتعظيم القواسم المفيدة بين البلدين.
من جهة أخرى لابد أن نذكّر بـ"المواقف المغربية التاريخية والمشرفة" إزاء دولة الكويت، بداية من الزيارة الأولى للملك الراحل محمد الخامس إلى الكويت قبل استقلالها، التي أكد خلالها دعمه التام لاستقلال الكويت، كما نذكّر أن المملكة المغربية كانت أول من دعّم عضوية الكويت في جامعة الدول العربية بعد استقلالها، كما تم إنشاء أول مجموعة مغربية كويتية للتنمية سنة 1976، إذ ما فتئت الشراكة بين البلدين تتعزز وتتنامى لتشمل عدداً من القطاعات المالية والاستثمارية ولتقدم نموذجا حيا للتعاون العربي، كما ساهمت هذه الشراكة في الرقي بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى الروابط السياسية القائمة بين البلدين، مروراً بالتناغم الذي تتميز به العلاقات بين البلدين في الموقف النبيل والشجاع للمغرب الشقيق خلال الاحتلال العراقي لدولة الكويت سنة 1990، الذي طالب فيه بانسحاب فوري لقوات الاحتلال، وعودة الشرعية، إلى جانب الجهود التي بذلها في دعم قضايا الكويت في المحافل الدولية، وصولا إلى موقف الملك محمد السادس المؤيد لسياسة الكويت، ومساعيها في رأب الصدع الخليجي، وإعادة اللحمة إلى الجدار العربي.
وقد أخذت العلاقات بين البلدين الشقيقين بالارتقاء من الوطيدة والمتجذرة في أعماق التاريخ إلى التعاون الستراتيجي القائم على الشراكة الفاعلة، وذلك انسجاما مع التوجيهات السامية المعبر عنها من قبل القيادتين الرشيدتين في كلا البلدين، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين، ويعززها أكثر حرص القيادتين الحكيمتين على دعمها ورعايتها للارتقاء بها إلى أعلى مدارج التعاون والتآزر المثمرين، من خلال التأكيد في شتى المناسبات على ضرورة تعزيز نسق متكامل لكل أوجه الشراكة الستراتيجية بين البلدين ضمن منظور مستقبلي، وكذلك من خلال دعم وتكريس نهج التعاون مع دول الجنوب.
كما تجمع الكويت والمغرب الشقيق علاقات شراكة وتعاون متعددة الأوجه تشمل مختلف المجالات بأبعادها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتتجسد هذه الشراكة من خلال المبادرات الاقتصادية التي تقودها مجموعات كويتية مغربية، كالمجموعة المغربية الكويتية للتنمية التي تعمل في مجالات العقار والسياحة والصناعة والمال، والهيئة الكويتية العامة للاستثمار التي تمتلك صندوق "أجيال"، ونفذت مشاريع عدة بالمملكة، إلى جانب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي يساهم بدوره في عدة مشاريع تنموية بالمغرب موزعة على قطاعات حيوية كالطرق السيارة والكهربة القروية والري والزراعة والصناعة والطاقة.

كاتب مصري