الكويت: وباء "كورونا" تهديدٌ للبشرية جمعاء وكلُّ الدعم لإيجاد لقاح

وزير الخارجية: نرفض قرار إسرائيل ضمَّ أراضٍ فلسطينية... ونقف إلى جانب العراق لحفظ أمنه


ترأس ممثل سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد وفد الكويت إلى قمة التعهدات الدولية لإيجاد لقاح لفيروس كورونا التي عقدت، أمس، عبر تقنية الاتصال المرئي بتنظيم من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع منظمة Global-Citizen استكمالا للمؤتمر الدولي للمانحين لإيجاد لقاح لفيروس كورونا الذي عقد بدعوة من المفوضية الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية أخرى بتاريخ 4 مايو الماضي.
وأكد الناصر في كلمة الكويت أن المبادرة في تنظيم هذه القمة والتي تأتي استكمالا لجهود المفوضية الأوروبية المبذولة لمحاربة فيروس كورونا، وبالتالي مساعدة وإنقاذ البشرية جمعاء من خطر ذلك الوباء لهي خير دليل على الدور الريادي الذي تضطلع به المفوضية الأوروبية لإرساء الأمن والاستقرار العالميين.
وقال: إن هذه الجائحة تمثل خطرا عابرا للحدود والقارات فقد شهدناها تفتك بأعداد مهولة من الأرواح في العديد من الدول كما أنها لم تفرق في انتشارها بين دول متقدمة ودول نامية أو دول فقيرة وغنية. ولقد أكدت لنا التجربة في مواجهة ذلك الفيروس على حاجتنا الماسة لتكريس العمل الجماعي والمشترك وتوحيد الجهود والرؤى للتغلب عليه.
وأضاف الناصر: إننا نعيش اليوم في عالم يمر بمتغيرات متعددة ومتسارعة الوتيرة والتي يجب أن تجعل منا دول واعية ومتيقظة لما يحدق بها من أخطار وتهديدات ولا نتيح الفرصة أو المجال للتغافل أو نسيان أيا مما نواجهه من التحديات الإقليمية والدولية الأخرى الحساسة والتي تستدعي منا استجابة عاجلة فلا يزال العالم يشهد نزاعات مسلحة ما بين أطراف محلية ناهيك عن دول تعاني من كوارث إنسانية ونزوح لاجئين وأخطار تفشي الإرهاب.
وتابع: إن جميع ما سبق ذكره لهو أحد الأمثلة الحية على أهمية وحدة القرار ويقظة الدول والمنظمات الدولية والإقليمية عند التعامل مع القضايا المتشعبة التي يشهدها عالمنا اليوم، مؤكدا أن الكويت تشارك رؤية الإتحاد الأوروبي في حملته للاستجابة الدولية لمواجهة فيروس كورونا (Unite For Our Future :Global Goal) فلن نتمكن من محاربة هذه الجائحة دون العمل بشكل مشترك والتعاون فيما بيننا وذلك حتى ندرك غايتنا في تسهيل تمكننا من الوصول إلى العلاج واللقاح والتوزيع العادل له ضد هذا الفيروس، بالإضافة إلى تطوير الإمكانيات المتعلقة بتشخيص الحالات.
وأوضح: تعهدت الكويت حتى يومنا هذا بتقديم مبلغ 100 مليون دولار أميركي لدعم الجهود العالمية في مواجهة فيروس كورونا على النحو التالي: 60 مليون دولار لدعم جهود الدول ومنظمة الصحة العالمية في مواجهة كورونا، 40 مليون دولار لصالح الإتحاد الأوروبي خلال مؤتمر المانحين الدولي لإيجاد لقاح.
وجدد التأكيد على إلتزام الكويت بالتعاون مع المجتمع الدولي لدعم كل ما يصب في صالح الجهود الدولية للاسراع في عملية تصنيع اللقاح وإتاحته بشكل عادل للدول والأفراد المحتاجة له.
وتعتبر هذه القمة ثالث محفل دولي تشارك فيه الكويت ممثلة بوزير الخارجية الشيخ الدكتور الناصر منذ بداية أزمة تفشي وباء كورونا المستجد حول العالم وستستمر الكويت في دعم كافة الجهود الدولية في هذا الإطار.
وضم وفد دولة الكويت كلا من مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب وزير الخارجية السفير صالح اللوغاني وسفير الكويت لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتيها لدى الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) جاسم البديوي ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض ناصر الهين وعددا من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.

اتصالات من الأردن والعراق
من جهة ثانية، تلقى وزير الخارجية اتصالا هاتفيا، أول من أمس، من وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي تم خلاله التطرق الى قرار إسرائيل ضم أراض فلسطينية وما يمثله ذلك القرار من انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية وتعطيل لعملية السلام.
وأكد الشيخ أحمد الناصر خلال الاتصال موقف الكويت المبدئي والثابت الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ورفضها التام للقرار الاسرائيلي نظرا لما له من تداعيات خطيرة على عملية السلام، مشيرا الى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ازاء تلك الانتهاكات.
من جهة أخرى، أجرى الناصر المحمد اتصالا هاتفيا، أول من أمس، مع وزير خارجية العراق الدكتور فؤاد حسين.
وأوضح الناصر خلال الاتصال أن الكويت تابعت بقلق بالغ التطورات الاخيرة في العراق ،مؤكدا وقوف الكويت التام الى جانب العراق في كل ما يتخذه من اجراءات للحفاظ على أمنه واستقراره.
من جانبه، أعرب وزير خارجية العراق عن تقديره لهذه البادرة التي تعكس طبيعة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وحرصهما على تعزيزها في المجالات كافة.