الكويت ودَّعت إمام المسجد الكبير خالد السعيدي

بعد رحلة طويلة في الدعوة والإصلاح والخطابة

"الأوقاف": الفقيد من الرموز البارزة في قراءة القرآن الكريم في العالم الإسلامي

عبدالناصر الأسلمي

ودَّعت الكويت، إمام مسجد الدولة الكبير، وإمام مسجد أبي بكر الصديق في الجهراء، الشيخ ‫خالد غريب السعيدي‬، رحمه الله، الذي وافته المنية عقب صلاة العشاء، اول من أمس، وهو في مسجد أبي بكر الصديق، الذي ارتبط باسمه وتعلق به، وذلك بعد رحلة طويلة في الدعوة والإصلاح والخطابة والليالي الرمضانية استمرت لعشرات السنين.
وفيما احتشد مئات المواطنين أمس؛ في مسجد مقبرة الجهراء لتوديع ابن الكويت الصالح والصلاة على جثمانه عقب صلاة العشاء ومرافقته الى مثواه الأخير، خيم الحزن على أجواء التشييع لاسيما لدى بكاء أخيه الشيخ محمد غريب السعيدي حيث أم المصلين اثناء الصلاة على الفقيد وأبكى من حوله من المشيعين، وذلك في مشهد يؤكد على روح التراحم والتلاحم بمشاركة أبناء الكويت أهل الفقيد بمصابهم، وبين معدن أهل الكويت في تلاحمهم وتكاتفهم وبأنهم أسرة واحدة تجمعهم المودة والرحمة
وفي السياق، نعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ببالغ الحزن والأسى الإمام والخطيب الشيخ خالد السعيدي.
ونقل المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف سلمان الكندري في تصريح صحافي تعازي ومواساة وزير الإعلام ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالرحمن المطيري لأسرة الفقيد وللشعب الكويتي سائلا المولى عز وجل أن يسكنه أعالي الجنان.
وقال الكندري إن الفقيد يعتبر من الرموز البارزة في قراءة القرآن الكريم في الكويت وفي العالم الإسلامي قراءة وترتيلا بصوت عذب لامس قلوب المصلين في مسجد الدولة الكبير وعدد من المساجد في البلاد علاوة على دروسه ومواعظه المؤثرة داعيا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان.
من جانبه، رثى الشيخ خالد السعيدي جمعٌ من المشايخ والدعاة والقراء، حيث قال القارئ فهد المطيري: "رحم الله الشيخ القارئ خالد السعيدي‬ وتجاوز عنه، وجعل ما قرأ من كتاب الله جل جلاله حجة له وشفيعًا له، آمين".
وأضاف: "ستموت لا محالة، لكن على أي شيء تموت؟ انظر إلى عملك تجد الجواب، ‏نسأل الله أن يتوب علينا وأن يتجاوز عنا، وأن يجعلنا ممن يطول عمره ويحسن عمله، آمين".
بدوره، قال القارئ أحمد النفيس: "رحم الله الشيخ الحبيب ‫خالد السعيدي‬ وجعل الجنة داره ومستقره، لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مُسمى، عظم الله أجر أهله ومحبيه، ‏وأخلفهم في مصيبتهم خيرًا، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
‏وقال: "لقد كان إمام المسجد الكبير منذ عام ١٩٩٥، صليت خلفه وأنا طفل صغير، وزاملته بعد ذلك بالإمامة بالمسجد الكبير، فألفته متواضعًا رقيقًا، حسن الخلق، يسعى في خدمة الضعفاء والمساكين.. اللهم ارفع درجته في عليين".
ومن جانبه، قال د. خالد الجهيم: ‏"رحم الله الشيخ الفاضل خالد غريب السعيدي رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. فقد عُرف بالقرآن، ونصرة المظلوم، والسعي للأرملة والمسكين.. عزائي لأهله وذويه وذريته".
أما القارئ د. محمد البراك فقال: "اللهم اغفر لأخي وحبيبي الشيخ خالد السعيدي وأسكنه فسيح جناتك، ‏إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا على فراقك أبا ضاري لمحزونون".
‏واضاف: "آخر صلاةٍ في التهجد جمعتني به بالمسجد الكبير في رمضان الماضي، ‏بدأها معي عام ١٩٩٥، وانتهت هذا العام، ‏إنا لله وإنا إليه راجعون".
بدوره، قال د. محمد العصيمي: ‏"لم تكن شهرة الشيخ الفاضل خالد السعيدي‬ رحمه الله في قبائح الأمور وسفاسف الأشياء وتوافه الكلمات؛ بل كانت مع القرآن الكريم تلاوةً وإمامةً، فكانت النتيجة أن قيض الله ألسنةً داعية وأعيناً باكية وثناءً من شهداء الله في الأرض لا يتوقف".
‏رحم الله الشيخ خالد السعيدي، الذي أحبه الكبار والصغار، صاحب الترتيل المميز، والكلمة الطيبة، والنصيحة الحانية، ‬والابتسامة الوارفة، والكلام الحق.

صلاتان

أدى المشيعون صلاة الجنازة على الفقيد مرتين، الاولى في مسجد مقبرة الجهراء، والثانية عند قبر الفقيد؛ لعدم تمكنهم من الوصول مع وقت الصلاة الأولى، ونظراً للازدحام الشديد.