الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
24°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الكويت وروسيا...علاقات متجذرة وصداقة حقيقية

Time
الاثنين 12 يونيو 2023
View
12
السياسة

بسام القصاص

ستون عاماً، عمر مديد في العلاقات بين الدول، وبخاصة لو ظلت على وتيرة الوئام والتفاهم طيلة تلك السنين، ما يدل على قوتها ومتانتها، وذلك ما بين الكويت وروسيا الاتحادية.
العلاقات الكويتية - الروسية ضاربة في التاريخ، بدأت عام 1961، عندما ادى الاتحاد السوفياتي بدور إيجابي، لكي تنال الكويت الاستقلال عن المملكة المتحدة، وقد بدأت علاقتهما الديبلوماسية عام 1963، فكانت الكويت أول دولة في منطقة الخليج العربي تقيم علاقات ديبلوماسية مع موسكو، وصداقة بين البلدين تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح والتفاهمات المشتركة.
وكما أكد وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح لنظيره الروسي سيرغي لافروف، على عمق أواصر الصداقة بين البلدين، وسعيهما نحو تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، كذلك تم التأكيد على ثوابت البلدين بالتمسك المبدئي بالقانون الدولي والشرعية الدولية، والحرص على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة والشرق الأوسط، وعزم البلدين الكبير على مواصلة تطوير علاقات الصداقة بينهما في مختلف المجالات. وقد شددت وزارة الخارجية الروسية، على عزم موسكو والكويت تطوير علاقات الصداقة التقليدية بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك توسيع الصلات في المجالات الاقتصادية، والتجارية، والثقافية، والإنسانية، وتدعيم الحوار السياسي الحيوي حول القضايا الدولية.
العلاقات بين الكويت وروسيا ليست كباقي الدول، بل هي علاقات صداقة حقيقية، فمن ينسى الدور السياسي الذي ادته أثناء الغزو العراقي للكويت عام 1990، بعد تصريح الحكومة الروسية بإدانة هذا العدوان، وتدخل الرئيس السوفياتي الراحل ميخائيل غورباتشوف في محاولات لإقناع الرئيس العراقي صدام حسين للتوقف عن هذا العدوان.
كما تم تشكيل لجنة للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين عام 1994 أثناء زيارة رئيس الحكومة الروسية فيكتور تشيرنوميردين للكويت، وعقد الاجتماع الأول بين البلدين عام 2002 في موسكو، لتصل التجارة الثنائية بين الدولتين في عام 2017 إلى نحو 708 ملايين دولار أميركي.
وهذا ما أكده وأشاد به السفير الروسي لدى البلاد فلاديمير غيلتوف بقيادة الكويت الحكيمة وسياساتها المتزنة، موضحًا أن بلاده تحترم هذا النهج الثابت والمستمر من جانب القيادة الكويتية والذي يعتبر من أبرز عناصر نجاح سياستها الخارجية.
إن الاستثمارات الكويتية في روسيا مصونة، ولم تتأثر رغم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، بل إن موسكو مهتمة بجذب المزيد من السائحين، سواء الكويتيين أو الخليجيين بعامة، وتسعى لإلغاء التأشيرات مع الدول المصدرة للسائحين كالكويت والإمارات وعمان والسعودية، وليس فقط لأصحاب الجوازات الديبلوماسية الخاصة، إنما لجميع المواطنين، على أن تتم معاملة المواطنين الروس بالمثل.
وما يمثل قمة التعاون والتفاهم بين البلدين هو إشادة الحكومة الروسية بالسياسة الكويتية المتزنة، والحكيمة، والحيادية تجاه ما يدور في أوكرانيا.

كاتب مصري
آخر الأخبار