الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

الكويتي أولاً...وأوقفوا المساعدات الخارجية

Time
الأربعاء 12 يوليو 2023
View
11
السياسة
أحمد الدواس

الحكومة لا تعرف صديقها من عدوها، فقبل ست سنوات أقرضت الكويت تونس 500 مليون دولار خلال خمس سنوات لإنعاش اقتصادها، ثم منحت تونس 22 مليون دينار لدعم شبكات توزيع المياه، هذا عدا الاستثمارات الكويتية الضخمة بذلك البلد، وهذه أمثلة فقط.
هذه دولة اتخذت موقفاً عدائياً ضد الكويت أثناء الاحتلال العراقي، ويذكر ان أحد الكويتيين خرج بعد الصلاة في مساجدها فضربه التونسيون لأنه كويتي، وهي لا تقيم للكويت وزناً، والدليل عدم تسمية سكة، أو حتى "عاير" (زاوية شارع) فيها باسم الكويت!
هناك أيضاً اليمن، ساعدناها وأنشئنا فيها جامعة صنعاء، ودفعنا للمعلمين فيها من أموال الكويت فوقفت ضدنا أثناء الاحتلال، لبنان أحببناها منذ أواخر خمسينات القرن الماضي، وفي النهاية يهدد "حزب الله" المجرم الكويت.
هناك أيضاً كوبا التي اتخذت موقفاً معادياً ضد الكويت، ومصير الكويتيين أثناء الاحتلال، فماذا فعلنا تجاهها؟ لقد أقمنا علاقات ديبلوماسية معها، ففتحنا سفارة كويتية في هافانا، وصرنا فرحانين بإقامة العلاقة معها.
العراق، نقول عنه إنه جار وأخ، لكنه يثير موضوع ميناء عبدالله، أو ميناء مبارك من حين الى آخر، وهناك نائبة بالبرلمان العراقي، قلبها من صخر تمقت الكويت بشدة، تتمنى من حين لآخر لو دخلت القوات العراقية أرض الكويت، والأمر لن يقتصر على ذلك، بل سيهدد العراق الكويت مستقبلاً حول ميناء مبارك، وقد سبق ان ذكرنا ذلك في مقالة "الخطر المحتمل من الشمال"، المنشورة في جريدتي "الوطن" و"السياسة"في 31 ديسمبر 2013، ومع هذا فقد أبدت الكويت استعدادها لإعادة إعمار "الموصل" أو العراق، سـيان!
موقف الفلسطينيين من الاحتلال العراقي للكويت سيئ للغاية، وجرح لا يندمل في قلب كل كويتي، ساعدناهم 70 عاما فانقلبوا علينا بخنجر الخيانة، ومع هذا تدعمهم الكويت ماليا، وسياسيا في المحافل الدولية.
سورية، وبعد الدمار الهائل الناجم عن الحرب الأهلية السورية هي التي تستأهل الدعم الكويتي، نعم تستأهل سورية لموقفها المشرف من الكويت أثناء الاحتلال العراقي.
نعم، نساعد الدول العربية لكن بمبالغ معقولة، وبسيطة فالمواقف السياسية تتغير، على ألا نهمل الداخل، فالشعب الكويتي مستاء من تبديد الحكومة لأموال البلاد على الخارج، ثم تتباكى وتزعم أنها في حالة عجز مالي.
وزير المالية الكويتي قال في عام 2016: "ان المساعدات الكويتية الخارجية خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغت ما يزيد على 42 مليار دولار كدعم لاقتصادات دول عربية وودائع ومنح من دون رد وهبات، بخلاف ديون مستحقة تفوق 10 مليارات دينار".
ثم ان الكويت أنفقت على مؤتمرات كثيرة بشكل يفوق ميزانيات دول أفريقية وآسيوية، وكان آخرها مؤتمر للمصالحة اليمنية، فلم يتصالح اليمنيون، بل وشملت مساعدات الكويت دولة بيليز في أميركا الوسطى، بينما شبابها الكويتي يصطف بطابور طويل ينتظر الوظيفة، فيما كثير من المواطنين المتقاعدين يعاني مشقة الحياة وقسوتها، فمعاشه بالكاد يكفي لنصف شهر، وربما أقل!
عما قريب سيستخدم العالم السيارة الكهربائية، حينئذٍ سينهار سعر النفط، كما سيستعمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بل وطاقة أمواج البحر، فهل سيساعدنا العرب والمجتمع الدولي إذا انقلبت حالنا، ودخلنا دائرة الفقر؟
الثروة الحقيقية هي "الزراعة"، هكذا يقول علم الاقتصاد، لذلك فان الغني هو الدول العربية الزراعية، فالزراعة تُطعم الإنسان منذ بدء الخليقة، لا الكويت بجدبها وفقر بيئتها ذات المورد الناضب يوما ما.
رب قائل ان الحكومة بصدد رفع معاشات المواطنين، نقول ان الزيادة ـ ان حدثت ـ تأتي بعد ان تضرر المواطنون سنين طويلة، والهدف من حديثنا هو وقف هدرالكويت المالي على الخارج، فأسعار النفط ستنخفض حالما تتوقف الحرب في أوكرانيا، وباستعمال العالم للسيارة الكهربائية.
ان اعتبرها البعض لغة كراهية فلتكن، فلما كان بلدي فقيرا لم يهتم به العرب، ولما سقط في براثن الاحتلال طعنه بعضهم، وتركوه يواجه مصيره.

[email protected]
آخر الأخبار