الأحد 22 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

الكويتيون في عُسر وحكومتهم تُهدر المال في الخارج!

Time
الخميس 11 مايو 2023
View
10
السياسة
أحمد الدواس

خطأ أن تبدد الكويت أموالها على الخارج، وهي لا تملك سوى النفط، الناضب يوما ما.
ففي عام 2016 قال وزير المالية الكويتي، باختصار: "ان المساعدات الكويتية الخارجية خلال الخمس سنوات الأخيرة بلغت ما يزيد على 42 مليار دولار، كدعم لاقتصادات دول عربية، وودائع، ومنح من دون رد، وهبات.
ثم ان الكويت أنفقت على مؤتمرات كثيرة بشكل يفوق ميزانيات دول أفريقية وآسيوية،(انتهى كلامه).
نحن نقول: كذلك قدمت الكويت المساعدة لدولة بيليز، مثلا، في أميركا الوسطى، وغيرها من الدول، بينما شباب الكويت يصطف في طابور طويل ينتظر الوظيفة، فيما كثير من المواطنين المتقاعدين يعاني مشقة الحياة وقسوتها، فمعاشه بالكاد يكفيه الى نصف الشهر!
ان الأقربين أولى بالمعروف، والكويتيون أحق بالفضل من غيرهم، فلو صرفت الكويت على أهلها نصف ما صرفته على الخارج لأنهت مشقة ثلاثة أرباع شعبها، الذين يعانون العسر وتكاليف المعيشة.
لا نملك ثروة، فالثروة الحقيقية هي "الأنهار والزراعة"، كما يقول علم الاقتصاد لا احمد الدواس، لذلك فان الغني هو الدول العربية والنامية، فالزراعة تُطعم الإنسان منذ بدء الخليقة، لا الكويت بجدبها وفقر بيئتها ذات المورد الناضب يوما ما.
نعم نساعد الدول العربية، لكن بمبالغ معقولة وبسيطة، فالمواقف السياسية تتغير، على ألا نهمل الداخل، فالشعب الكويتي مستاء من تبديد الحكومة أموال البلاد على الخارج، ثم تتباكى وتزعم أنها بحالة عجز مالي.
عما قريب سيستخدم العالم السيارة الكهربائية، حينئذٍ سينهار سعر النفط، فقد كنا نعتقد ان ثمن هذه السيارة مرتفع لإرتفاع سعر بطاريتها التي تستخدم مادة الـ"كوبالت" غالية الثمن، ومن ثم لن يطلب هذه السيارة كثير من الناس.
لكن اتضح ان العالم سيستعمل تلك السيارة بحلول عام 2027، أي بعد أربع سنوات، جنباً الى جنب مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بل وطاقة أمواج البحر، فهل سيساعدنا العرب والمجتمع الدولي إذا انقلبت حالنا، ودخلنا دائرة الفقر؟
أنصتي يا حكومة لشعبك، وحافظي على أموال الدولة لصالح أهلها، فالشعب الكويتي بأكمله ساخط على الأداء، فيما يعاني كثير من المواطنين العسر وتكاليف المعيشة، والأقربون أولى بالمعروف.
لاتهدري أموال البلاد، إننا لا نملك أنهارا، أو قطاعا سياحيا، ولا معادن ثمينة، سوى مصدر واحد للدخل، سينضب يوما ما أويكون عديم الفائدة ان تغيرت الأحوال، واستخدم العالم بدائل النفط، كما قلنا.
نفكر بالعالم وننسى أنفسنا، ألا تستطيعين يا حكومة ان تعتذري عن تقديم المساعدة، ولو لفترة من الوقت، هل نحن ماء سبيل؟ ثم ان إغاثة العالم بإسم الإنسانية فكرة حمقاء، لم يفعلها أي بلد، فأي إنسانية وأي بطيخ والدولة تعاني، تتآكل من الفساد، مع انحطاط الأخلاق، وكثرة الجرائم، والبلد على حافة الإنهيار، وأصبحت في ذيل المؤشرات العالمية؟

سفير كويتي سابق
[email protected]
آخر الأخبار