الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الكويتيون في مواجهة الغزاة

Time
الاثنين 07 أغسطس 2023
View
58
علي بن سعيد المري

في صباح يوم 8/2/ 1990، وكعادتي أذهب مبكرا الى العمل وببطء أستمع الى قناة "القرآن الكريم" وأتحول بعدها الى الأخبار في "اذاعة الكويت" التي تبث أخبارها في تمام الساعة السادسة صباحا، قبل أن يبدأ الإيجاز اليومي للطيارين، إلا أن هذا اليوم كان استثنائيا حيث كانت "اذاعة الكويت" تبث أهازيج حربية باستمرار.
وما إن أوقفت سيارتي حتى فاجأني زميلي عبد العزيز أنه تلقى مكالمة من زميل له في شركة البترول الكويتية، وأخبره بأن القوات العراقية دخلت مدينة الكويت.
لقد أصبنا جميعا بالصدمة التي لم تكن تصدق، اذ لم يكن يجهل الجميع في القيادة، السياسية والعسكرية، الكويتية أن القوات العراقية تحشد قواتها على الحدود الكويتية، في الوقت نفسه الذي كان قادة الدول العربية في اجتماعهم في مدينة جدة لحلحلة المشكلة بين البلدين، بعد أن تعهد سعدون حمادي بعدم تجاوز الحدود الكويتية، مما دفع القادة السياسيين العرب الى الضغط على الحكومة الكويتية، بعدم نشر قواتها على الحدود الشمالية، حتى لا تستفز القوات العراقية.
وما هي إلا أيام قلائل حتى هاجمت القوات العراقية جارتها ضاربة عرض الحائط بتعهدها عدم الهجوم.
لقد أعادني غزو القوات العراقية للكويت الى كتاب "الهجوم المباغت"( Surprise Attack) للكاتب الأميركي ريتشارد بيتس، الذي يتحدث فيه عن أسباب نجاح الهجوم المباغت غالبا، والذي يعزو نجاحه في المقام الأول الى الفشل السياسي في التعامل مع المعلومات الاستخبارية في الوقت المناسب، ضاربا كثيرا من الأمثلة مثل هجوم الطائرات اليابانية في رحلة الطريق الواحد، ومن دون رجعة، على ميناء "بيرل هاربر" في جزر هاواي، مدمرة بذلك معظم الأسطول الأميركي القابع هناك.
كما تطرق الى النجاح المصري، واختراق خط "بارليف"، وكذلك الغزو الروسي لتشيكوسلوفاكيا مع علم القيادة العسكرية والسياسية التشيكوسلوفاكية أن هناك هجوما محتملا من الاتحاد السوفياتي.
لقد كان للفشل السياسي العربي دور كبير في تمكين القوات العراقية من دخول الكويت، حيث التزمت الكويت عهودها أمام ضغوط القيادات السياسية العربية بعدم نشر قواتها، كما أن لم تكن هناك ضمانات كافية لمنع العراق من الهجوم.
لقد ادت القوات الكويتية واجبها بالدفاع عن أراضيها، في وقت متأخر، وفي زمن خيالي بعد فوات الأوان.
لقد اعترف قائد طيران الجيش العراقي في مقابلة تلفزيونية فيما بعد بأن القوات الكويتية نجحت في جزء من ليلة واحدة من تدمير 43 طائرة من إجمالي 120 طائرة من الطائرات العراقية.
كما أن القوات الكويتية فرت بطائراتها المقاتلة والعمودية الى القواعد السعودية لاستخدامها فيما بعد بضرب القوات العراقية ضمن قوات التحالف.
لقد كان الخاسر الأكبر من الهجوم العراقي في غزوه للكويت هو دولة العراق، وكذلك الدول العربية، مما أتاح الفرص لايران بالدخول الى العراق ومنه الى دول عربية أخرى.
لواء ركن طيار متقاعد
قائد القوات الجوية الأميرية القطرية سابقا

علي بن سعيد المري

آخر الأخبار