الجمعة 27 سبتمبر 2024
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الكويتيون ليسوا شعباً قاصراً

Time
السبت 27 مايو 2023
View
12
السياسة
حسن علي كرم

هل ترى حكومتنا وفق قناعتها الخاصة التي لا يتفق عليها احد ان الكويتيين شعب قاصر، وبالتالي لا ينبغي مكاشفته بكل الامور؟
لعلي اكون مخطئاً، اذا ما قسنا على ما تنشره الصحافة المحلية او ما تبثه وسائل الكترونية، فوزير خارجيتنا رغم قناعتي انه الوزير المؤهل والمؤمل لادارة الشؤون الخارجية في الظرف العويص، الذي تعيشه المنطقة،
او ما يشهده العالم من صراعات وحروب ذات اشكال، متعمدة او مفتعلة، كالحرب الروسية على اوكرانيا والحرب الداخلية بين رفقاء السلاح في السودان، وغيرهما من جيوب وتوترات ومناوشات لو قرأناها في حقيقتها فهي اختبار قوة، فهؤلاء جعلوا القوة مكان العقل، كما حدث اغسطس 1990 عندما اصابت المعدوم صدام الخيلاء، ولوثة الغرور والعظمة، فغزا الكويت الدولة الجارة المسالمة الصغيرة، وظن انها صيد سهل.
ان صدام مثال سيئ لكل العالم، وكل من ظن بنفسه انه قوة لا تقهر، متناسياً ان الله في السماء يراقب ويقف بالمرصاد لكل جبار عنيد.
وزير خارجيتنا الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، وفق ما نرى من طبعه نشط، او هوايته السفر، او الظروف العالمية والكويتية تفرض عليه السفر والترحال من بلد الى اخر، فمنذ توليه الوزارة وهو في حركة دؤوبة، لعل في أسفاره خير للكويت، وهذا ما نأمله، فالعبرة ليست في الجلوس و"الرباده"، خصوصا اننا نؤاخذ على بعض الوزراء، او بالاحرى الحكومة قلة الحركة، وتالياً قلة الانتاج.
فيما دولة فتية مثل بلادنا لا يفيدها وزير كسول غير منتج، وكل انتاجه هو الدوام منذ الصباح حتى انصرافه اخر النهار، يستقبل نوابا او شخصيات نافذة، للواسطة او تمرير معاملات، مع ان حكاية الواسطات غير قانونية وتعد على حقوق مواطنين احق.
ففي خبر من وكالة الانباء الكويتية ملخصه ان قائد بعثة حلف شمال الاطلسي(ناتو) في العراق جيوفاني اينوتشي اشاد بدور الكويت الايجابي في الحفاظ على السلم والامن في المنطقة، وقال إن دورا مهما الكويت تؤديه.
مضيفاً "انني ارى من الكويت موقفاً ايجابياً والرغبة في مساعدة العراق ليصبح اكثر قوة"(انتهى الاقتباس).
الكويت منذ الستينات وحتى يومنا هذا منحت العراق مليارات الدنانير والدولارات، وتكفي الخطيئة الكبرى عندما سايرت المجرم صدام فجعلت من الكويت بوابة لتدفق السلاح وتمكينه في حربه العبثية مع ايران، وكان جديراً بالكويت غلق ابوابها، ونصيحة صدام انه سوف يفتح على العراق والمنطقة ابواب جهنم، وهذا ما حدث، ولم يكن الغزو الا امتدادا لحربه الفاشلة على ايران.
الكويت لم تترك العراق بعد سقوط النظام الاستبدادي الظالم، فقد ضخت ملايين الدولارات من اجل اعادة اعماره، من بناء مدارس ومساكن وكهرباء، واعمار المراقد الدينية في النجف وسامراء.
كل ذلك والمسؤولون العراقيون لم يرف لهم جفن، ولم يذكروا دور الكويت في اعمار ما هدمه صدام في حروبه، ومغامراته الفاشلة.
ولعل من المناسب التساؤل: ماذا مطلوب اكثر من الكويت لمساعدة العراق ليكون اكثر قوة وفق المسؤول الاوروبي، فلقد دفعنا المليارات، وقوينا جيشهم وفتحنا ابواب الكويت لتسهيل مهمتهم وعبثهم في المنطقة، فكافؤنا بالغزو
ان العاقل يكفيه اذا لُدغ من جحر مرة، ونحن لُدغنا منهم الاف المرات ومازالوا يكافؤوننا باتهامات والسرقة، وان "الكويت لهم"!
العراق لا يحتاج من الكويت اموالاً كي تقويه، فيكفيه من خيرات ارضه اشباع شعبه وتسليح جيشه، فلماذا تحمّلون الكويت ما لا لزوم له؟
على الحكومة الكويتية مكاشفة الشعب على صرف كل فلس للخريج، فالكويتيون اولى باموالهم، لا سيما في وضع اقتصادي عالمي غير مستقر.
اخيراً رغم عقيدتي الراسخة، ان لا مناص للكويت والعراق الا الاعتراف بالوضع الحالي، والانصراف الى بناء علاقات عنوانها التنمية والتعاون وحسن الجوار، لكن كما يطلب هؤلاء من الكويت تأدية دور ايجابي لمساعدة العراق، في المقابل مطلوب من العراق غلق الابواق المسمومة والمحرضة على الكراهية للكويت، سواء كانوا محسوبين على العهد البائد او من غيره، او عناصر مغرضة.
ان العراق يتعافى وللحمد وليس بحاجة لاموال او غير ذلك، فالكويت هي بحاجة الى عراق قوي وجار مؤتمن.
يبقى.. اخيراً الكويتيون ليسوا شعبا قاصرا كي تجري الامور خلف ظهرهم، وعليه ينبغي مكاشفة الامة على كل فلس يذهب للخارج، فالكويتيون اولى باموالهم، وبالمصارحة والمكاشفة!

صحافي كويتي
[email protected]
آخر الأخبار