الاثنين 23 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الكَرَاهِيَة تأكل القلب

Time
السبت 13 مايو 2023
View
11
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

"قيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي الناس أفضل؟ قال كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل ولا حسد"(حديث شريف).
الكراهية مظلَّة يتدلى منها الحقد والغلّ والحسد والغيرة العمياء، وكل أفكار ومشاعر ضغينة يحتفظ بها بعض الأشخاص في قلوبهم تجاه إنسان آخر.
وتحوم هذه الكراهية غالبًا حول سَفاسِف أمور، ومصالح شخصية تافهة، ولعلّ أسوأ ما في الكراهية أنها ما إن تستقر في قلب أحدهم حتى تأكله من الداخل الى الخارج، شيئًا فشيئًا.
ومن بعض أسباب ودلائل وعواقب ترسّخ الكراهية في القلب وأكلها له، وكيفية الشفاء من هذا المرض الروحي الخطير، نذكر ما يلي:
-أسباب ودلائل أكل الكراهية للقلب: يدل استمرار وجود بغض شديد لأسباب قبلية، أو مذهبية، أو عرقية، أو طبقية، أو فئوية، أو دينية، أو نرجسية بحت في قلب أحدهم تجاه إنسان آخر على ترسّخ إحساس هذا الشخص الكاره بالدونية، وعدم تقديره لذاته وربما كراهيته لها.
وربما سيدلّ على أكل الكراهية لقلب أحدهم شحوب وجهه، أو وجهها، عندما يرون من يكرهون أو يسمعون عنه، وانشغال فكرهم على الدوام بكيفية الانتقام لإهانات تتخيّلها عقولهم المعوجة.
ويُلاحظ على من يخزِّن الكراهية في قلبه، تشاؤمه وسوداوية تفكيره، ولو حاول إخفائها، وذلك بسبب ظلامية نفسه من الداخل، ولن يحتفظ بالكراهية لأسباب تافهة سوى من هو تافه فكريًّا، ومتصدّع نفسيًّا، ومتقزّم روحيًّا، والكره سيورث سوء الخلق، وسوء العلاقات مع الأقرباء، والعزلة الاجتماعية السلبية.
ويتسبب كذلك بنفور الأصدقاء، وربما يؤدي إبقاء الكراهية في القلب الى سوء الحظ في الدنيا، والله عز وجل أعلم.
-الشفاء من مرض الكراهية: يتوجّب على العاقل التوقّف عن الانشغال الدائم بكراهية من يعتبره عدوه، حتى لا يسمح له بالتحكّم في حياته، فما يشغل البال يشغل مسار الحياة، واستبدال مشاعر الكراهية بالعفو وبالتسامح، بقدر المستطاع، وربط الثقة بالنفس بنقائها من الكره الأعمى، وكتابة اليوميات بهدف تفريغ العقل من الأفكار والمشاعر السلبية.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi
آخر الأخبار