المولوي لـ "السياسة": الاستحقاق النيابي الأهم ومناسبة للإنقاذ والتخلص من الفسادبيروت ـ "خاص":تتجه الأنظار إلى النتائج الرسمية التي ستعلنها وزارة الداخلية والبلديات اليوم، للانتخابات النيابية والمفصلية التي جرت في لبنان أمس، تحت أعين المجتمعين العربي والدولي، حيث أقبل اللبنانيون بكثافة وحماسة في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية بالغة الصعوبة، على المشاركة في الاستحقاق الذي شهده البلد، سعياً من أجل التغيير الذي يحلمون به، للتخلص من الطبقة الفاسدة التي أوصلت البلد إلى "جهنم"، وتحت شعار "ترسيخ دعائم الدولة في مواجهة دويلة حزب الله"، باعتبار أن نتائج الانتخابات سترسم معالم المرحلة السياسية للسنوات المقبلة. وقد برز في هذا الإطار حرص إسلامي مسيحي روحي وسياسي على أوسع مشاركة شعبية، لأن الانتخابات تشكل مدخلاً من أجل لبنان جديد، عربي حريص على أفضل العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة.وإذا كان العنوان الأساسي للمعركة الانتخابية التمسك بالخيار العربي للبنان، في مواجهة التمدد الإيراني من خلال توسيع نفوذ "حزب الله"، إلا أن أهم ما اعترى المشهد الانتخابي، كان موجة الاعتداءات التي قام بها مناصرون لـ "حزب الله" ضد مندوبي اللوائح المدعومة من حزب "القوات اللبنانية" و"المجتمع المدني"، ما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح، إضافة إلى طردهم من المراكز الاقتراعية واختطاف بعضهم، سيما في البقاع الشمالي وجزين وجرد جبيل، الأمر الذي دفع البعثات العربية والأوروبية المكلفة مراقبة سير العملية الانتخابية، إلى تسجيل ملاحظات عديدة بما شاب الانتخابات من مخالفات، ومنها انقطاع الكهرباء عن بعض مراكز الاقتراع، في حين كان لافتاً التعرض بعبارات نابية للرئيس ميشال عون، بعيد اقتراعه في بلدة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما دفع عناصر الحرس الجمهوري إلى توقيف عدد من الأشخاص الذين هاجموا الرئيس عون. وقالت المصادر إن "حزب الله" يخشى من حصول انقلاب في بيئته وبعض مناطقه لمصلحة لوائح "التغييريين"، ولذلك فهو عمد إلى استنفار قواعده الناخبة، وحض الناخبين وعلى نطاق واسع، وأحياناً بأساليب تهديدية مبطنة إلى الاقتراع للوائحه، بعدما شعر أن الأمور قد لا تصب في مصلحته، خاصة في ظل الرفض الشعبي لممارساته في الكثير من المناطق. وعلمت "السياسة" أن عدداً من مرشحي المعارضة تعرضوا لمضايقات وإشكالات في عدد من الدوائر الانتخابية الـ 15، وتحديداً في البقاع، بهدف إرهابهم والتأثير في مسار العملية الانتخابية، ودفع الناخبين إلى عدم التصويت لهؤلاء المرشحين، ووسط مخاوف من أن تعمد السلطة إلى التدخل في نتائج الانتخابات، تفادياً لهزيمة لوائحها. وقد سجل وقوع إشكال بين مُناصرين من "حزب الله" وآخرين من حزب القوات اللبنانية، ما أدى إلى وقوع جريح على الأقل، وتدخل الجيش اللبناني لفض الإشكال".وأبدى وزير الداخلية والبلديات اللبناني القاضي بسام المولوي لـ"السياسة"، ارتياحه لمسار العملية الانتخابية التي جرت، "حيث عبر اللبنانيون عن رأيهم بصراحة"، قائلا إن "الانتخابات النيابية كانت الأهم في تاريخ لبنان الحديث، وهو الاستحقاق الذي طالب به اللبنانيون قبل حلول موعده الطبيعي بنحو ثلاث سنوات، بعدما أمعن الكثيرون في الأرض فساداً فغرق البلد في أزمات غير مسبوقة" .وأضاف أن الاستحقاق مناسبة للإنقاذ، ولإخراج لبنان من بين أيادي من أوصله إلى ما هو عليه، إلى مرحلة جديدة يكون فيها في قلب وضمير الصادقين من أبنائه وليس بين أياديهم، ومناسبة لإصرار اللبنانيين على بناء الدولة وتمسكهم بعروبتهم.وفيما تفاوتت نسبة الاقتراع في الدوائر الانتخابية، بين ساعات قبل الظهر وبعده، والتي شهدت ارتفاعاً في نسبة المقترعين، فإن المشهد الانتخابي في العاصمة بيروت كان مختلفاً، حيث لم يلتزم الناخبون "البيارتة" بالدعوة إلى المقاطعة التي دعا إليه رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، فأقبلوا بكثافة على صناديق الاقتراع من أجل التغيير، انسجاماً كما قالت لـ "السياسة" مصادر مقربة من "دار الفتوى"، مع دعوة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وقيادات الطائفة الروحية والسياسية إلى أوسع مشاركة، ورفضاً لإحكام القبضة الإيرانية على البلد، ولمواجهة مشروع "حزب الله" الذي يريد وضع اليد على لبنان، انسجاماً مع الرغبة الخليجية بضرورة خوض غمار الانتخابات، في وجه المشروع الفارسي. وقد بدا واضحاً أن تصويت الكثير من المقترعين كان على أساس التصدي للمشروع الإيراني، من خلال الدعوات في بيروت وغيرها من المناطق لتكثيف المشاركة في التصويت، لاختيار نواب يمثلون الشعب اللبناني خير تمثيل، لا أن يكونوا أدوات لـ "حزب الله" وأسياده الإيرانيين، بالنظر إلى التداعيات الكارثية لفوز هذا الفريق بالأغلبية النيابية، على غرار ما حصل في الدورة الانتخابية الماضية.وشهدت الدوائر الانتخابية في "بيروت الأولى" و"بيروت الثانية" والمتن والبقاعين الشمالي والغربي وزحلة والشوف، معارك حامية بين لوائح السلطة والمعارضة، في حين دعت القوى التغييرية إلى أوسع مشاركة، سعياً لإنقاذ لبنان من الغرق، إذا ما أعادت الانتخابات نفس الوجوه التي تتحمل المسؤولية في إيصال لبنان إلى ما وصل إليه. وبدت لافتة الدعوات إلى حماية المسار الديمقراطي العربي في لبنان، بانتخاب وجوه معروفة بانتمائها العربي، وليس الفارسي، لأن لا حياة للبنان إلا في أحضان أشقائه العرب، وتحديداً الدول الخليجية.وكشفت معلومات لـ "السياسة"، أن هناك تعويلاً على نتائج انتخابات المغتربين، لإحداث التغيير الذي يتمناه اللبنانيون، ما شكل دافعاً للناخبين المقيمين من أجل التصويت بكثافة في عدد من الدوائر، سعياً لتحقيق هذا التغيير المنشود، وبما يوقف هيمنة "حزب الله" على مفاصل الحياة السياسية، سيما وأن هناك مخاوف كبيرة من أن يعمد الحزب إذا ما فاز بالأكثرية، إلى تغيير وجه لبنان الديمقراطي، ويعمل على ضرب علاقاته العربية، وسلخه عن محيطه، وهذا مؤشر بالغ الخطورة لا يمكن أن يقبل به اللبنانيون.

ناخبة ترتدي قناعاً واقياً يحمل علم لبنان (وكالات)

ناخبة تشير بإصبعها المغموس في الحبر (وكالات)

رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يدلي بصوته في طرابلس (وكالات)

كبير مراقبي بعثة الاتحاد الأوروبي يتحدث مع الناخبين