بيروت ـ "السياسة":وحدها من بين زيارات الشخصيات الديبلوماسية الأجنبية إلى لبنان، قوبلت زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، برفض واسع من قبل قسم كبير من اللبنانيين والقوى السياسية المعارضة، رداً على المواقف الإيرانية السلبية من لبنان، ولدور طهران المتمادي في إحكام قبضتها على البلد، وانتهاك سيادته بشكل مستمر، وصولاً إلى إدخال صهاريج المحروقات، عبر المعابر غير الشرعية، ودون أدنى تنسيق مع السلطات الرسمية اللبنانية، وإنما كان ذلك عبر "حزب الله" الذي يحكم قبضته على القرار الداخلي، دون أي اعتبار لمؤسسات الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية، في وقت نقل عن السفيرة الأميركية في لبنان، دوروثي شيا أن واشنطن لن تترك لبنان ساحة لإيران. ووفقاً لما نقل عن أحد المشاركين في لقاء جمع شيا مع عدد من السياسيين اللبنانيين المستقلين، عبر وكالة "أخبار اليوم"، فإن السفيرة الأميركية، نوهت بتشكيل الحكومة في لبنان، التي تضم "شخصيات جيدة"، على حد تعبيرها.وفي سياق ردها على سلسلة الاتهامات التي توجه إلى بلادها من قبل "فريق الممانعة"، رفضت شيا ما يروج لجهة ان واشنطن تقيم حصارا على لبنان، حيث أن الفساد المستشري أدى إلى هذا الانهيار، قائلة: على العكس اننا نبحث في سبل مساعدة البلد وكيفية الوقوف الى جانبه، وخير دليل التغاضي عن العقوبات على سورية من اجل مصلحة لبنان.هذا، وقد أكدت مصادر معارضة بارزة لـ "السياسة"، أن "زيارة المسؤول الإيراني إلى لبنان، مرفوضة شكلاً ومضموناً، وحتى قبل أن يبدأ زيارته، حيث قال اللبنانيون لعبداللهيان، لا أهلاً ولا سهلاً بكم، أنتم الذين أخذتم لبنان إلى الجحيم، وأعدتموه إلى العصر الحجري، جراء سياسة الاستبداد التي تمارسونها بحق اللبنانيين".وقال الوزير السابق أشرف ريفي، "على وزير خارجية إيران أن يعلم أن حلم السيطرة على لبنان سيسقط كما سقطت سابقاً أوهام الطغاة والمحتلين"، مشيراً إلى أن "لبنان ليس مقاطعة إيرانية ولن يكون، ولبنان ليس ورقةً توضَع على طاولة المفاوضات، وليس جبهة أمامية للنفوذ الفارسي".ومن جهته، قال النائب السابق فارس سعيد، "يحاول الجانب الإيراني عرقلة الاستحقاقات الداخلية بهدف تحسين شروط مفاوضاته مع أميركا".وأضاف: "توقعوا الأسوأ، على أمل أن لا ندخل في مرحلة أمنيّة".إلى ذلك، علق رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميّل، عبر "تويتر"، على زيارة وزير الخارجية الإيراني: "يحتلون القرار السياسي اللبناني ويعترفون أنّ لديهم جيشًا في لبنان، ثم يقومون بزيارة أشبه بجولة تفقدية للمواقع السياسية والقواعد العسكرية المستحدثة في لبنان". وأضاف: "الرئاسة والحكومة والمجلس في صمت مطبق، لأنهم ساقطون تحت الوصاية الإيرانية".وكان رئيس الجمهورية ميشال عون، أبلغ عبد اللهيان، خلال استقباله له، أمس، في قصر بعبدا، عن دعم لبنان للجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لاسيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية.ونوه عون بالتضامن الذي تبديه ايران مع لبنان في مواجهة ازماته، وبالمساعدات التي قدّمتها بعد انفجار مرفأ بيروت.وأكد الوزير الإيراني، استعداد حكومة بلاده لتقديم كل المؤازرة في المجالات التي يحتاجها لبنان خصوصا في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها.كما زار وزير الخارجية الإيرانية، عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.بعد اللقاء شدّد اللهيان، على "ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وتأكيد على اهمية الدور الذي توقم به المقاومة للتصدي للكهيان الصهيوني".ولدى زيارة رئيس الديبلوماسية الإيرانية، السرايا الحكومية، توجه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لضيفه، بالقول، إن "لبنان بأمس الحاجة اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، نحو تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها، من خلال علاقات طبيعية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في ما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها".وشدد ميقاتي، على "ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الامنية والعسكرية".وأشار إلى "الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية والمحافظة على أمنها واستقرارها وطموحات شعوبها، فالخدمة الفضلى التي يمكن ان تقدم للمنطقة بشكل عام، وللبنان بشكل خاص في هذه المرحلة الحرجة".وخلال لقائه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، قال عبد اللهيان: "نحن على استعداد كامل لإعادة ترميم مرفأ بيروت في حال طلب الجانب اللبناني هذا الأمر".وأضاف: "الشركات الإيرانية مستعدة لبناء معملين للطاقة الكهربائية للبنان بقوة 1000 ميغاوات في 18 شهراً فقط".

... ومتظاهرة تحمل لافتة احتجاج ضد زيارة وزير الخارجية الإيراني (أ ب)