اللحظات الحاسمة في حياة الإنسان

د. خالد عايد الجنفاوي

يستلزم الأمر أحياناً على الانسان العاقل، وبخاصة من يفكر غالب الوقت بعقله لا بقلبه،أن يُدرك قبل الموعد ما هي اللحظات الحاسمة في حياته والتي تستوجب عليه أن يتخذ قرارات شخصية مصيرية،وبخاصة تلك التي تقتضي حسم المواضيع والقضايا المعلقة، وبالذات فيما يتعلق بعلاقات الانسان مع الآخرين أو بطبيعة نظره إلى نفسه، والتي ربما يأتي بعدها نقاط تحول شخصية ومصيرية في مسيرة حياة الانسان. ويرجع سبب تسمية اللحظة في سياق الوقت لارتباطها وفقاً لأحد المصادر بمقدار لَحْظِ العين، وبالذات تلك الامور والمواضيع والقضايا والاحداث أو التطورات أو الانتكاسات المفاجئة والتي تغيب أهميتها أو خطورتها أحياناً عن بعض الناس، ومن المفترض أن يكتسب الفَطِنُ مهارات ذهنية مناسبة ستُمكنه من الرصد والتعرّف على تلك الاوقات والتي تتطلب منه الخروج من صندوقه الذهني المغلق والتخلص من التأثيرات المدمرة للتفكير والافراط العاطفي حتى يتمكن من رؤية الحقائق والوقائع الفعلية في حياته الخاصة والعامة،ويبدأ يتخذ القرارات الحاسمة والمصيرية والتي ربما سيجب عليه اتخاذها قبل فوات الأوان، وبعض ما يلي إشارات وعلامات وسياقات مهمة ربما ستكشف مسبقاً قرب وصول اللحظة الحاسمة في حياة الانسان:
عندما يجد الانسان نفسه في ليلة أو ضحاها منافساً لمن تعوّد أن يكون تابعاً لهم أو أحد أنصارهم، فيجدر به أن يترقب تغيرات مفاجئة في علاقاته معهم.
يكشف لك البعض عن شخصياتهم الحقيقية، ويستلزم عليك الأمر تصديقهم مباشرة والتعامل معهم وفقاً لما تقتضيه مصلحتك أو حريتك أو اعتمادك على نفسك.
المال سيُظهر أحياناً حقيقة النفوس ويفضح ما كان مُسْتَتِراً لسنوات أو لعقود.
اللحظات الحاسمة في حياة الانسان لا تُعلن عن نفسها قبل قدومها، ولكن من سيكون دائماً متأهِّباً ذهنياً، يصعب أن تغيب عنه أهمية تلك اللحظات.
يستوجب على الانسان النبيه إعادة برمجة طريقة تفكيره النمطية تجاه ما يحدث ويجري في حياته الخاصة والعامة، وبخاصة عندما يبدأ يلاحظ انغماسه التدريجي في محاكاة الآخرين.
كلما اكتسب الانسان مهارة اتخاذ القرار الشخصي، يتمكن من اتخاذه بشكل مناسب وصحيح.
كاتب كويتي