موسكوـ وكالات: وجد فريق علماء دولي دليلاً على أن فيروس "كورونا" المستجد المسبب لمرض "كوفيد-19"، قد يصيب في بعض الأحيان خلايا الفم، ورغم أن المسالك الهوائية العليا والرئتين هي مواقع أولية للعدوى، إلا أن ثمة أدلة على أن الفيروس يمكن أن يصيب خلايا في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الجهاز الهضمي والأوعية الدموية والكلى والفم أيضا.إذ وفقا لنتائج دراسة جديدة يؤدي الفم دوراً في نقل الفيروس إلى الرئتين أو الجهاز الهضمي عبر اللعاب المحمّل بالفيروس من خلايا الفم المصاب.ويعرف الباحثون بالفعل أن لعاب المصابين بـ"كوفيد-19" يمكن أن يحتوي على مستويات عالية من "كورونا"، ولفتوا إلى أن اختبار اللعاب يمكن الاعتماد عليه مثل المسحة العميقة للأنف لتشخيص المرض، لكن ما لا يعرفه العلماء تماما هو من أين يأتي الفيروس الى اللعاب. عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض تنفسية، قد يأتي الفيروس في اللعاب جزئيا من تصريف الأنف أو البلغم الذي يخرج من الرئتين، لكن وفقا للباحث الإكلينيكي المساعد، رئيس وحدة الاضطرابات اللعابية في المعهد الوطني لأبحاث طب الأسنان والقحف الوجهي في موسكو بليك إم وارنر ان ذلك" قد لا يفسر كيفية وصول الفيروس إلى لعاب الأشخاص الذين يفتقرون إلى تلك الأعراض التنفسية".
وقال: "بناء على بيانات من مختبراتنا، نشتبه في أن بعض الفيروسات الموجودة في اللعاب على الأقل قد تأتي من أنسجة مصابة في الفم نفسه"، وفي العينات التي تم جمعها في المعاهد الوطنية للصحة من مرضى "كوفيد-19" الذين ماتوا، كان الحمض النووي الريبوزي للفيروس موجودا في أكثر من نصف الغدد اللعابية التي تم فحصها. وفي أنسجة الغدد اللعابية من أحد الأشخاص الذين ماتوا، وكذلك في شخص حي مصاب بـ"كوفيد-19" الحاد، اكتشف الباحثون تسلسلات معينة من الحمض النووي الريبوزي الفيروسي الذي أشار إلى أن الخلايا كانت تصنع نسخا جديدة من الفيروس بنشاط، ما يعزز الأدلة بشكل أكبر للعدوى. وبمجرد أن وجد الفريق دليلا على إصابة أنسجة الفم، تساءلوا عما إذا كانت هذه الأنسجة يمكن أن تكون مصدرا للفيروس في اللعاب ويبدو أن هذا هو الحال. وقال الباحثون: إن نتائج الدراسة مجتمعة تشير إلى أن الفم، عبر الخلايا المصابة، يؤدي دوراً أكبر في عدوى "كورونا" مما كان يعتقد سابقاً.