محمد الفوزان"الله حي... عباس جاي" هذا هتاف هتف به المصريون لرجل عظيم من رجالاتها، حكم مصر 22 عاما، منذ نحو مئة وثلاثين عاماً.رجل خاف منه الانكليز وخافت منه دول الغرب، وصنع التاريخ في تحديث مصر... إذا كنت تتذكر أن القاهرة كانت من أفضل مدن العالم، فتذكر هذا الرجل... إذا كنت تتذكر أن آثار مصر كانت تنهب ويسرقها علماء الغرب، وإن هناك من حافظ عليها ولفت أنظار العالم إليها ومعرفة قيمتها المبهرة فتذكر هذا الرجل.فهو من أسس التعليم العالي في مصر بمواصفات عالمية حديثة، وإذا كنتم قد مررتم يوما ببوابة جامعة القاهرة، فتذكروا أن هذا الرجل هو من وضع حجر أساسها، وافتتحها.إذا كان قد سبق لك ان أقلك القطار من محطة رمسيس في القاهرة، فتذكر أيضاً أن هذا الرجل هو من وضع حجر أساس هذه المحطة، وهو من افتتحها.وإذا كنت قد زرت المتحف المصري، أو متحف الفن الإسلامي، أو عبرت من "كباري" القاهرة مثل "كوبري" امبابة أو "كوبري" أبوالعلا، و"كوبري" الملك الصالح، و"كوبري" عباس، او "كوبري" الجلاء، فتذكر أيضا أن هذا الرجل هو من وضع حجر أساسها كلها.واذا كنت قد زرت قناطر أسيوط، أو قناطر أسنا، أو خزان أسوان، وعشرات مشاريع الري الآخرى...فتذكر أن هذا الرجل هو من شيدها.إذا كان قد سبق لك ان أقلتك خطوط الـ"ترام" في القاهرة، فتذكر أن هذا الرجل افتتح شبكة خطوط "ترام" القاهرة سنة 1896، حين كانت أفريقيا غارقة في الظلام.وإذا كنت قد استمتعت بزيارة أي أثر اسلامي، مثل جامع السلطان حسن، أو مسجد عمرو بن العاص، أو ابن طولون، فعليك بالدعاء لهذا الرجل، لأنه كان أول من قرر وضع خطة شاملة لترميم آثار مصر الاسلامية، بداية من عام 189، حين كانت هذه الآثار معرضة للضياع والاندثار.إن هذا الرجل قد تم عزله عن عرش مصر ونفيه الى الخارج لأنه عارض سياسات بريطانيا في مصر، وهو اختلف تماما مع السياسات السابقة لوالده الخديوي توفيق في حكم مصر، لدرجة أنه أصدر عفوا عن احمد عرابي، وسمح له بالعودة الى مصر، ومنحه راتبا شهريا حتى الممات.لقد هتف المصريون من أجله بعد عزله عن عرش مصر، وصار هتافهم دارجا على الألسنة حتى اليوم "الله حي... عباس جاي". إنه الخديوي عباس حلمي الثاني، وهناك الكثير لا يعرفون الخديوي عباس حلمي لأن الانكليز طمسوا تاريخه، لذا وجب التنويه به، وتعريف الناس به.له ضريح لا يزال موجوداً باسمه عباس حلمي الثاني بن محمد توفيق بن إسماعيل، خديوي مصر من 8 يناير 1892 إلى عزله في 19 ديسمبر 1914، وهو سابع من حكم مصر من أسرة محمد علي، وآخر خديوي لمصر والسودان، وأمه هي أمينة هانم إلهامي حفيدة السلطان العثماني عبد المجيد الأول.رحمهم الله جميعاً.
[email protected]