الله يعز ابن سعود!

طلال السعيد

الحمد لله على البلاغ، والحمد لله على الكمال، والحمد لله على التمام.
شعور مختلف يعتريك وانت في بيت الله الحرام ما بين طواف وسعي وصلاة وانتظار صلاة، شعور لا يضاهيه شعور.
الحمد لله الذي جعل هذا البيت امنا مطمئنا، ورزق اهله من الثمرات، وجعل افئدة الناس تصبو اليه، وجعلهم ما بين حجاج وعمار يعمرونه، تسأل الله ان ييسر للجميع زيارته حجا او عمرة، ويتقبل منهم!
الحمد لله الذي جعل امر الحرمين الشريفين بيد ابن سعود، فمن تولى الامر اصبح خادما للحرمين الشريفين، وكل من يوفقه الله في زيارة الحرمين، احدهما او كلاهما، يرى بأم عينه الخدمات التي تقدم بالمجان للجميع، من دون تفرقة، ويرى النظافة، ويلمس الهدوء والامن والطمانينة التي لا شيء بعدها في الدنيا.
اذهب حيث شئت فانت آمن، ولا تمد يدك الى جيبك، فلن تجد من ترشيه، ولن تجد من يرتشي مقابل خدمة تقدم لك.
وستجد من يقدم لك الطعام بالمجان في تلك الرحاب، وتجد من ياخذ بيدك، ويدلك، او يوصلك، ولا يأخذ منك الا الدعاء، اما الماء فانك لن تشعر بالظمأ ابدا، فماء زمزم متوفر بارد، او قليل البرودة، اينما وجهت وجهك، وهو شفاء وغذاء ودواء.
الخالق عز وجل يعلم اين يضع امانته، فلو كان الحرمان في غير السعودية لرأيت العجب العجاب، ولكان الطواف بثمن، والسعي بثمن، والصلاة بثمن، هذا اذا لم تحاسب على كل شوط في الطواف او المسعى.
ومن رأى بعض الديار التي فيها مزارات ويزورها بعض المسلمين كم هي مكلفة، فقد تاجروا حتى بشعرة يقال انها من لحية الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، بينما في السعودية، حفظها الله، يأتيها الحاج او المعتمر ضعيفا فقيرا معدما، دفع ما وراه ومن دونه لمصاريف السفر، ويخرج منها ومعه الهدايا لمن ينتظره، ويحمل كذلك نقودا.
الله يعز ابن سعود، ويجزاهم خير الجزاء على ما قدموه، ويقدمونه لخدمة الحجاج والعمار، ويوفقهم لما فيه خير الاسلام والمسلمين، فملوك السعودية يتنافسون في توسعة الحرمين وخدمة الحجاج والعمار.
اللهم اجعل كل ذلك في ميزان حسناتهم، ووفقهم التوفيق الطيب على ما قدموه ويقدمونه، فهنا في مكة المكرمة تجد الرحمة والمودة، والامن والامان، والاطمئنان والهدوء فما عليك الا ان تتعبد، وتدعو من قلب صادق، ان الله عز وجل يعز ابن سعود، سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده... آمين.