الله يكثر خيركم!

طلال السعيد

الله يكثر خيركم يا وزارة "الاوقاف" الكويتية بالاسم فقط، اما بالفعل فهي تدار من الاشقاء الوافدين، بارك الله في وجودهم، فوجودهم ضرورة ليس بعدها ضرورة، وهناك في زوايا الوزارة واقسامها المتناثرة هم بعيدون كل البعد عن عيون الحاسدين الحاقدين العنصريين الكويتيين، الذين يطالبون بتحرير بلدهم من الغزو الناعم الذي سيطر على مقدراتنا، باسم سعادة المستشار.
فللمرة الاولى اعرف ان كرم وزارة "الاوقاف" وصل الى هذا الحد، فهي تعطي لكل امام وافد 250 دينارا لكل ولد بدل دراسة شهريا، حتى عاشر ولد!
حقيقة الله يكثر خيركم، لكن لماذا يحرم الامام المواطن من هذه الميزة، ولا تعطى الا لامام وافد يبخل حتى بالدعوة للكويت، واميرها وولي عهده في خطبة الجمعة، مع انها مكتوبة له في الخطبة الرسمية؟ واذا سألته قال الجواب المعروف:" جل من لا يسهو"، اما عند قبض المئتين والخمسين على كل رأس فهو لا يسهو!
والسؤال المهم: ماذا استفادت الوزارة من تدريس هؤلاء الطلبة طوال هذه المدة، وحتى اذا كانت هناك فائدة، فاذا قارنا فائدة الدولة بالمبالغ التي صرفت نجد ان الدولة هي الخاسرة؟
المشكلة ان ليس هناك مسؤول في "الاوقاف" حقق في هذا الامر، او لفت النظر اليه، او اعاد النظر في هذا القانون الجائر، فالجامعي الكويتي يعطى مئتا دينار كويتي فقط، وتلميذ الابتدائي، ابن فضيلة الامام، يعطى مئتان وخمسون، فهل هناك عدالة بعد هذه العدالة؟
الامر الاخر ليس هناك عضو في مجلس الامة، او من مجلس الوزراء لفت نظرهم الى خطورة استغلال الدولة بهذا الشكل غير المنطقي، خصوصا في وقت نحن نعاني فيه من تقتير الدولة علينا باسم تخفيض المصروفات تارة، وضغط الميزانية تارة اخرى، بينما فلوسنا توزع يمينا وشمالا، والمسؤول في "الاوقاف" ينشكح على كرسيه، ويقول على طريقة الملك زهير مع عنتر: درسوا ابناءه الى الولد العاشر!
هذا جانب واحد عرفنا عنه صدفة، والله وحده هو الذي يعلم اين تذهب فلوس "الاوقاف"، فالكلام كثير، ولم نعد نعرف من نصدق، لكن من يبلغ هذه الوزارة ان ائمتهم الذين يدرسون اولادهم ،غيابهم عن المسجد اكثر من حضورهم، وانهم اذا حضروا لم يعط احدهم المسجد حقه، ولم يساهم احدهم في يوم من الايام بنشر الروح الوطنية، او التصدي للفساد، او حتى مكافحة الآفات الاجتماعية، ما لم يدفع له على الخاطرة، او المحاضرة؟ وقد سار على نهجهم منسوبو "الاوقاف" الا من رحم ربي منهم، وما خفي اعظم، ولا حول ولا قوة الا بالله...زين.

[email protected]