اللهم اسقنا الغيث

طلال السعيد
يبدو أن هناك اتفاقا بين وزيري "الاوقاف" والأشغال تم بموجبه منع أئمة مساجد الكويت من الاستغاثة خوفا من فيضان الشوارع، فلم تعمم الوزارة على المساجد بضرورة الاستغاثة، ولم نسمع أو نر اماما واحدا يرفع يديه مستغيثا، يطلب من الله عز وجل ان يرزقنا الغيث ولايجعلنا من القانطين!
اتفقت الحكومة ضدنا،"فالاشغال" ليست جاهزة لموسم المطر، و"الأوقاف" لم تستغث مساجدها حتى الان، لا بدعاء ولا صلاة استغاثة، ولعلهم ينتظرون ان يأتيهم الإيعاز من "الاشغال" بأن تجهيزات مجاري الأمطار جاهزة، ثم يسمح لهم بالاستغاثة، وان لم تجهز هذا العام فلا داعي للاستغاثة كي لا يظهرللناس فسادهم بعد ان ينهمر المطر، كما حصل في السنة الماضية حين غرقت الكويت في شبر ماء، ووعدونا انهم سوف يتداركون الأخطاء في الموسم الحالي، وكل هذا لم يحصل، حتى الشوارع والحفر على ماهي عليه مع الأسف الشديد.
للعلم فقد سمحت الإدارة العامة للمرور لأئمة المساجد والمؤذنين بالحصول على رخصة قيادة، لذلك فكلهم لديهم سيارات يخافون على زجاجها من الكسر بعد هطول المطر، وتطاير الحصى، لذلك فهم لا يستغيثون مما يوافق هوى وزارة الاشغال التي ليست مستعدة لموسم الأمطار، اما حال الشوارع، فكل كويتي يراه، سواء كان مواطنا أو مسؤولا، الا ان الفرق بين المواطن والمسؤول ان المواطن يشعر بخيبة الأمل ويتألم على حال بلاده، بينما المسؤول لا يهتم، وهو بيده القرار وهذا الفرق!
بالمناسبة"هوشة" يوم الجمعة في مسجد الراشد بالعديلية كان يمكن تلافي بثها على الهواء مباشرة، لو ان مخرج النقل يعي دوره ومسؤوليته، وخطيب الجمعة استمر في خطبته، ولم يتوقف، واختصرها ثم أقام الصلاة، فقد سبق وحاصر الحوثيون مسجدا باليمن اثناء صلاة الجمعة، وأثاروا ضجة اكبر من ضجة مسجد الراشد، الا ان الإمام اليمني اختصر خطبته في ثلاث كلمات قال فيهم:" دخلتوا بإرادتكم ولن تخرجوا الاّ بإرادتنا وأقم الصلاة"، فأتم بذلك خطبته بالمختصر المفيد، ولم يترك لهم فرصة تخريب صلاة الجمعة لانه يتمتع بالفطنة وسرعة البديهة وحسن التصرف.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين...آمين.