اللواء إبراهيم "يفك أسرَ" الحكومة: بتنا في ربع الساعة الأخير... وأقلّ

بيروت- "السياسة":

على قدم وساق، سعى القائمون على ملف تأليف الحكومة منذ صباح أمس. وإذا استمر الحراك على هذه الوتيرة المتسارعة؛ فإن الحكومة "ستبصر النور قريباً"، بحسب "دينمو" الحراك و"لوائه"؛ موفد الرئاسة الأولى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي اعتاد اللبنانيون على متابعته وهو يتصدّى لمهمات تحرير المخطوفين، وإتمام الصفقات الأكثر تعقيداً بين الأطراف الأشد تخاصماً... "لواء الحلّ" اجتمع صباحاً إلى خمسة من النوّاب السِّتَّة السُّنَّة المستقلين (اللقاء التشاوري)، واتصل بسادسهم هاتفياً، آخذاً موافقته على مبادرة النقاط الخمس لـ"حلّ العقدة"، التي يبدو أنها عبرت بسلام خطوط الاشتباك الحامية، وباتت على قاب قوسين من "تحرير" قائمة حكومية يترقب اللبنانيون "فكَّ أسرها" منذ نحو ثمانية أشهر.
وتبلَّغ اللواء إبراهيم من نواب "اللقاء التشاوري"، الذين التقاهم في منزل النائب عبدالرحيم مراد أمس، موافقتهم على نقاط مبادرته المؤلفة من خمس محطات، أنجزت أولاها باجتماعه بهم، وتعقبها محطة ثانية هي: لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري مع النوّاب السُّنَّة المستقلين، إما مباشرة أو برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون الضامن لموافقة الحريري على اللقاء. ثم الثالثة: تقديم "اللقاء" اسماً أو أسماءً، يتفق عليها أعضاؤه الستة. والرابعة: موافقة رئيس الجمهورية على الاسم المحدد، أو على واحد من الأسماء المقترحة. والمحطة الخامسة والأخيرة هي: تسليم "حزب الله" أسماء وزرائه إلى الرئيس المكلف.
وعلمت "السياسة" أن اللواء ابراهيم اقترح على النواب السُّنَّة المستقلين توزير شخصية مقرّبة منهم، يُسمونها هم، على أن تكون من حصّة رئيس الجمهورية؛ وهذا يعني اعترافاً ضمنياً بحجم تمثيلهم من جانب الرئيس المكلف، الذي ترجح المعلومات أن يلتقيهم في وقت قريب. ومساءً، نقل تلفزيون "المستقبل" عن مصادر بيت الوسط، أن "كل نائب من النوّاب السِّتَّة سيطرح اسماً لتوزيره، على أن يختار الرئيس عون واحداً من الأسماء المطروحة".
وفي تصريح مقتضب، أدلى به بعد اجتماعه إلى "اللقاء التشاوي"، قال اللواء إبراهيم، إن لقاء أمس "هو بند على طريق تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية (...) وإذا بقيت الأجواء إيجابية، فأنا أطمئنُ أن الحكومة ستتشكل قريباً"، مشيراً إلى أن الرئيس المكلف سعد الحريري "متجاوب جداً". وأضاف: "الجلسة مع اللقاء التشاوري تكللت بالنجاح. اللبنانيون انتظروا طويلاً، وقد أصبحنا في أقل من ربع الساعة الأخير، والموضوع لا يحتاج إلى إخراج".
وعن غياب النائب فيصل كرامي عن اجتماع أمس، أوضح اللواء إبراهيم: "كنا على اتصال مع النائب كرامي خلال اللقاء، وكل شيء سيتمّ برضاه (...) المبادرة من 5 بنود سنعرضها على الرئيس الحريري، والحكومة ستبصر النور قريباً. الجميع ضحّى، ولا يوجد خاسر. المبادرة بحاجة إلى وقت لتستكمل، ولا (فيتو) على أحد. اللقاء التشاوري يختار من يمثله".
من جانبه، ظل "حزب الله" على تواصل من أعضاء اللقاء خلال اجتماع أمس، طالباً إليهم، بحسب معلومات "السياسة"، التنازل والقبول بتسمية مقرّب منهم لضَمِّه إلى الحكومة، وسط حديث عن خلاف بين النواب الـ6 على اقتراح اسم حسن مراد، ابن النائب عبدالرحيم مراد، لتوزيره ممثلاً عن اللقاء؛ على أن يسلِّم "حزب الله" اسمه ضمن قائمة أسماء وزرائه، المُتوقع أن يُسلِّمها إلى الرئيس المكلف في اليومين المقبلين، إذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها.
ومساءً، نقلت "المركزية" عن مصادر "حزب الله" قولها، أن الحكومة باتت "على بُعد أمتار قليلة من ولادتها، وقد تصدر مراسيمها في اليومين المقبلين، بعدما ذُلِّلت العقبات الكُبرى"، لافتة إلى أن "دورنا كحزب في تسريع التشكيل، يندرج تحت عنوانين: مساندة اللقاء التشاوري ودعم حقه بالتمثيل في الحكومة، انطلاقاً من نتائج الانتخابات النيابية، من دون أن نضغط لتحقيق مطلبه، ثم ضرورة مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية بحكومة جامعة".
بدوره، قال النائب عبدالرحيم مراد: "آراؤنا متطابقة مع اللواء إبراهيم... بعد يومين أو ثلاثة ستسمعون منه الخبر المفرح الذي ينتظره اللبنانيون (...) لا عقد جديدة ستطرأ. بالنا مطمئن". وفي السياق، كشف الرئيس نجيب ميقاتي، بعد لقائه رئيس الجمهورية أمس، أن عون مطمئنٌّ إلى تشكيل الحكومة قبل الأعياد، وقال: "مشكورٌ فخامة الرئيس على الحلّ. سنتجاوز الأزمة الحكومية، ونتمنى تجاوز كل العقبات في مجلس الوزراء المقبل". كذلك أكد وزير المالية علي حسن خليل أننا "أصبحنا في المرحلة الأخيرة"، مرجّحاً أن تتشكل الحكومة "قبل عطلة الميلاد"، مؤكداً أن تشكيلها "سيترك آثاراً إيجابية على الوضعين المالي والاقتصادي" في لبنان.