الاثنين 23 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الليبيون يتجاهلون مساعدات الكويت الإغاثية!
play icon
كل الآراء

الليبيون يتجاهلون مساعدات الكويت الإغاثية!

Time
الثلاثاء 26 سبتمبر 2023
View
494
حسن علي كرم

ظهر مسؤولٌ ليبيٌّ على وسائل الإعلام، لشكر الدول التي ساعدت ليبيا في الفيضانات التي اجتاحت مناطق كبيرة من البلاد، فذكر دول عربية واجنبية، متجاهلاً الكويت، بينما جمعية الهلال الاحمر الكويتي كانت من اولى الجمعيات التي حملت شحنات اغاثية، ونقلتها طائرات الجيش الكويتي الى المناطق المنكوبة.
الا ان تجاهل المسؤول الليبي للكويت، يأتي من منطلق سياسي، باعتبار ان ليبيا لا تزال لم تنظف من اثار القذافي، ومن ازلامه وايتامه الذين لا يزالون يذرفون دماً ودموعاً عليه.
الكويت لا يهمها اذا تجاهلوا دورها الانساني، فهي لها سجل حافل بالاعمال الانسانية والاغاثية، ففي الساعة التي اكتب بها هذه المقالة، هناك فرق اغاثية تعمل في سورية ولبنان والاردن واليمن وبنغلادش لمسلمي الروهينغا، والسودان واماكن اخرى.
الكويت لم تستثن دولة، او بلاداً، او قومية او ديناً، في المساعدة، فيد الكويت البيضاء وصلت الى اقاصي العالم، وهي لم تكن عنصرية او منحازة متعصبة للمسلمين على بقية الامم والاديان.
فشعار الكويت كلنا ابناء ادم، لا فرق بين ابيض او اسود ولا بين دين ودين، مادمنا جميعا نخضع لرب واحد، ونغرف من صحن واحد هو من امرنا به الله، الذي قال جل من قائل: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".
إن الاغاثة الانسانية في اثناء الكوارث الطبيعية او الحروب ليس هناك مجال للخيار، فخيار الدين واللون واللغة فكل ذلك يسقط امام الانسانية الواحدة.
في اثناء وقوع الزلزال العظيم الذي اصاب اليابان قبل سنوات كانت الكويت اول دولة قدمت المساعدات المالية والعينية الى الحكومة اليابانية.
وفي الزلزال الاخير في تركيا كان الوجود الكويتي ثابتاً، وقبله زلزال ايران، ان الكويت لا تحتاج، ولا يهمها الى ذكر او شكر احدهم اعمالها بقدر الشعور بالانسانية الواحدة.
الكويت وقعت في اصعب محنة فوجدت الانسانية الواحدة من شرقها وغربها، وشمالها وجنوبها تقف على قدم واحد من اجل انقاذها من انياب مجرم، فاقد كل الاخلاق الانسانية، فالكويت لا تزال تتذكر حجم الجريمة التي كادت ان تقضي عليها، لو لا رحمة الله و الاصدقاء.
كي لا نطول في مسألة محسومة سلفاً، وهي ان الكويت لم تكن لتغيب عن كارثة انسانية في حجم فيضانات ليبيا ثم تقف بعيداً، لكن الكويت رغم بُعد المسافة، واسباب لوجستية اخرى، الا انها حملت الطائرات مساعدات انسانية وطبية الى المناطق المنكوبة.
الا ان القصور من هناك من العاملين في مجال الاغاثة من الليبيين، الذين تجاهلوا المساعدات الكويتية، وكان على الهلال الاحمر الكويتي الا تثق في هؤلاء، وان يوزع فريقها المساعدات من دون الاعتماد على الاخرين.
الهلال الاحمر الليبي تسلم المساعدات الكويتية، وووزعها، ربما تلك المساعدات لم تسلم، او لم تصل الى اهلها.
التجاهل الليبي ليس هو الاول فالتجاهل يتكرر…الكويت تدفع، فيما الاخرون يشتمونها!

صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]

آخر الأخبار