اللَّئيم لا تنفع معه المعاملة الحسنة

حوارات

يَلْؤُم الانسان عندما يختار أن يكون خسيس الطبع، ووضيع السلوك، وسيّء النيّة، ومنحط الأهداف الشخصية.
واللؤم سلوك اختياري اذ يصعب إرغام كريم الطبع على أن يكون لئيمًا.
ومن بعض العلامات السلوكية الدّالة على اللئيم، وكيف أنه لن تنفع معه المعاملة الحسنة، نذكر ما يلي:
-سلوكيات اللئيم: يميل الكائن البشري اللئيم الى نكران جميل من أحسن إليه، ويظهر جحده للإحسان في تعامله السيئ، سرَّا أو علنا، مع من أحسن إليه في السابق، وتجده ينكر فضل مجتمعه ووطنه عليه، لأنه بالأساس لا يعتبرهما كذلك.
ويلاحظ عليه نظراته الحاسدة تجاه من يشعر أنه أفضل منه، فهو يغتاظ للغاية عندما يكتشف أنه يوجد أشخاص أسوياء، نفسيّا وأخلاقيّا، وناجحون حياتيّا، ويميل كثيرا من الأوقات الى النظر شزرا، وبشكل خفيّ الى أهل الفضل لمقته الشديد لهم، لأنهم يذكّرونه بوضاعة طبعه.
وأسوأ أنواع اللؤماء هو القريب المستأمن الحاسد، والجار السيئ، والصديق المزيّف، لعلمهم بكيفية الإضرار بضحاياهم.
ومن صفات الانسان اللئيم انحطاط قدره عند الناس العقلاء، مع أنه يسعى بشكل جنوني للظهور بشكل مختلف عمّا هو عليه في حقيقته السيّئة، وستراه يهين ويستعبد الضعفاء، ويسعى الى الاستبداد على الأحرار.
وهو بالطبع عنوان للخبث وللنذالة وللخيانة وللغدر في أسوأ صورها.
-المعاملة الحسنة لا تنفع مع اللئيم: لا يمكن إطلاقًا إصلاح شخصية اللئيم بسبب تجذّر اللؤم في تجاويف عقله المريض، ولن تنفع معه المعاملة الحسنة لأنه يتعيّش على عفوية وطيبة قلوب الآخرين ليستمر في غيّه، فلا يتوقع العاقل أن تحسُن أخلاق اللؤماء فقط لأن الانسان يتعامل معهم بالحسنى، فالتعامل الحسن معهم يشابه السعي العقيم الى زرع أرض سبخة.
توجد بالفعل شخصيات لئيمة، ولدت وتعيش وستموت لئيمة، وأفضل الطرق للتعامل مع اللئيم "الخالص" تتمثل في تفادي التعامل معه قدر المستطاع، والامتناع عن مشاركة الأسرار الشخصية معه.
وتحذير الأحبة والأقارب والأصدقاء منه، والحذر المستمر منه، لا سيما إذا أكرمه الانسان، وأحسن إليه في السابق، فاللؤم موقف نفسيّ وسلوك شخصي اختياري ثابت وليس حالة مرضيّة موقتة.
كاتب كويتي

@DrAljenfawi

د. خالد عايد الجنفاوي