المال الحرام لَعْنَة مُعْدية

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير "المال الحرام" وفقًا لأحد المصادر الى "ما تم الحصول عليه بوجه من وجوه الكسب المحرم كالقمار والرشوة"، وهو كذلك كل ما تعمّد الانسان أخذه قسرًا دون رضا صاحبه، أو برضاه مع غشّه له، أو ما يحصل عليه آكل المال الحرام عن طريق التزوير.
ومن المال الحرام سرقة المال العام، وبخس حقوق الناس، وبالإضافة الى كون أكل السُّحْت أحد أسباب عذاب القبر، فهو أيضًا لعنة مُعْدية تصيب من يأخذه مع علمه المسبق بمصدره الحرام، وربما سيصيب بلاء هذه اللعنة السلوكية والنفسية أهله وأبناءه ومعارفه وأصدقاءه، وسيعاني منها كذلك كل من يعرف أكله للحرام.
ومع هذا يستمر يتعامل مع الشخص الفاسد ويتقرّب اليه، ونذكر ما يلي من بعض مظاهر هذه اللعنة، وكونها كارثية على جميع ما يرتبط، ويتّصل بآكل المال الحرام:
-السخط وعدم الرضا والجشع المستمر: يتذمّر آكل المال الحرام من حياته سرًّا، وربما علنًا أحيانًا، ومن علامات تغلغل عدم الرضا في حياته عدم توفّقه في أغلب ما يقوله ويعمله، وستجده كذلك مصابًا بالجشع المستمر والمتزايد، والله عز وجل أعلم.
- توهّم آكل المال الحرام أنه لن يصيبه شيء بسبب أكله للسحت هو ظن وتخيّل ووهم مفرط تبطله الآية الكريمة التالية: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42 ابراهيم).
- اللعنة المُعْدية: يصيب آكل المال الحرام اللعنات في الدنيا، ليس بالضرورة في شخصه، لكن ربما يصاب بعواقب فعله السيئ أهله وأبناؤه، وكل من يتعامل معه مع معرفتهم بجرائمه الأخلاقية.
- الرِّبَا مال حرام "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" (275 البقرة)، يقوم الْمُرَابِي، من يأخذ ماله بالحرام أو يقرضه للآخرين بِالرِّبا، قيامًا سيئًا منكرًا وكأنه ممسوس، والعياذ بالله، وستلاحظ نفور الأسوياء نفسيًّا والمستقيمين أخلاقيًّا منه.
-كراهية النفس: يمقت آكل المال الحرام نفسه أشد المقت، ولو أنكر ذلك لنفسه وللآخرين، فلعنة المال الحرام مُهلكة روحيًّا ونفسيًّا وفكريًّا.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi