المجد… للشارع!

المحتجون هاجموا السفارات الصهيونية في عواصم عدة… والاحتلال يجلي ديبلوماسييه في مصر والمغرب

غزة، عواصم - وكالات: مفجرين بركانا من الغضب احتجاجا على مجزرة مستشفى المعمداني الإسرائيلية والتي راح ضحيتها مئات الضحايا، خرج المتظاهرون الغاضبون إلى الشوارع في دول إسلامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهاجموا سفارات الكيان الصهيوني المجرم، ليؤكدوا مجددا أن الشارع وساحات الاحتجاج أصدق "أنباء من الحكومات" وأنه ورقة التوت الأخيرة التي تحجب العجز الرسمي، فيما أعلنت دول عدة الحداد على الضحايا.
ففي عمّان، هاجم المتظاهرون الغاضبون سفارة الكيان الصهيوني بينما نفت مصادر أمنية أردنية تقارير تحدثت عن اقتحام المبنى، قائلين إنه تم إبعاد المتظاهرين عن المنطقة وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي المحتجين يهتفون أمام السفارة.
وانتفض الشارع الخليجي وخرجت تظاهرات حاشدة في قطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت تنديداً بالمجزرة، حيث شهدت العاصمة القطرية الدوحة تظاهرة بسوق واقف تنديداً بالعدوان الإسرائيلي ومجزرة المستشفى المعمداني، كما نظّم مواطنون عُمانيون وقفة أمام السفارة الأميركية في العاصمة مسقط، تنديداً بجريمة استهداف المستشفى المعمداني من قبل جيش الاحتلال وجرائمه المستمرة بحق سكان غزة.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الخارجية الإسرائيلية أجلت موظفي سفارتيها بالمغرب ومصر بسبب التظاهرات الغاضبة، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن عملية الإخلاء تنضم إلى حالة التأهب القصوى المعلنة في جميع سفارات الاحتلال حول العالم، وإجراءات أمنية إضافية ونقل مبعوثين من الدول الحساسة إلى دول أكثر أمانا، وتنويه الخارجية بأنه لا يجوز للموظفين الديبلوماسيين مغادرة منازلهم أكثر من اللازم.
وفي اسطنبول، اقتحم المتظاهرون حواجز القنصلية الإسرائيلية واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريقهم، وقال مكتب حاكم إسطنبول إن نحو 60 شخصا، معظمهم من أفراد الشرطة أصيبوا، بعد أن استهدفت المحتجون مبنى القنصلية الإسرائيلية بالحجارة والعصي والألعاب النارية، وتم اعتقال خمسة متظاهرين تسلقوا الحواجز التي وضعتها الشرطة، فيما لفظ شخص أنفاسه في المستشفى بعد أن أصيب بأزمة قلبية في الموقع.
وتظاهر آلاف الأتراك أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة أنقرة، ورددوا هتافات مناهضة لإسرائيل ومتضامنة مع الفلسطينيين وقطاع غزة من قبيل "إسرائيل القاتلة اخرجي من فلسطين"، وألقوا البيض على مبنى السفارة وأحرقوا علم إسرائيل.
وشدد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون على أن قصف المستشفيات جريمة خطيرة، وقتل الأشخاص الذين يتلقون الرعاية الطبية تجاوز للحدود، واصفا استهداف المدنيين بأنه تكتيك إرهابي واضح، قائلا إن الهجمات عديمة الضمير مثل تلك التي تعرض لها المستشفى المعمداني في غزة غير مقبولة، مضيفا "كما قال الرئيس رجب طيب أردوغان، يجب على العالم أن يجتمع لمنع إسرائيل من ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين والنساء، وهذا عمل همجي".
وفي تونس العاصمة، احتج المئات أمام السفارة الفرنسية بعد الحادث، حسب ما أوردته وكالة الأنباء التونسية، وفي بغداد، تجمع المئات في وسط المدينة، وفقا لشهود عيان.
وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، طالب المئات من أنصار "حزب الله" بتفجير تل أبيب، وفي وسط بيروت، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين بالقرب من السفارة الأميركية، وفقا لشهود عيان.
وفي إيران، احتشد الآلاف في وسط العاصمة طهران وسط هتافات "تسقط إسرائيل"، وتدفقت حشود أمام السفارة البريطانية وهي تلوح بالأعلام الفلسطينية، كما كانت هناك احتجاجات أمام البعثة الفرنسية، وأعلنت الحكومة الإيرانية أمس يوم حداد، وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بشدة، قائلا إن "الكيان الغاصب أظهر مرة أخرى طبيعته المتوحشة والدموية، من خلال العمل الذي يرقى إلى جريمة حرب وإبادة جماعية، وأثبت انه لا يحترم المبادئ والاعراف الدولية خلال الحرب".
وفي العاصمة الألمانية برلين، تدخلت الشرطة لتفريق وقفة احتجاجية، حيث احتشد الآلاف عند بوابة براندنبورج.