الخميس 29 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

المجلس الأعلى للمرور ... الإنجازات

Time
الاثنين 04 أبريل 2022
View
5
السياسة
نافع حوري الظفيري

أعيد إحياء المجلس الأعلى للمرور بقرار من وزير الداخلية مؤخراً بعد تجميد أعماله لفترة من الزمن، والكلام عن هذا المجلس قد يطول كثيراً، هل هو مجلس يضع السياسات طويلة الأمد لحل المشاكل المرورية التي نعاني منها منذ زمن طويل، أم مجلس لعرض الاقتراحات غير الملزمة لأي جهة في مؤسسات الدولة، أم انه مجلس يشرف على إصدار "مجلة شهرية " تختص بشؤون المرور فقط.
وإذا حاولنا ان نجيب عن تلك التساؤلات فلا يمكن الخروج من الإجابة الأخيرة وهي القريبة إلى الواقع، فمنذ إنشاء هذا المجلس ونحن نتساءل مع أنفسنا عن تلك الانجازات التي تم تحقيقها أو تنفيذها على أرض الواقع وكانت أحد الأسباب التي عالجت المشكلة المرورية بالكويت، مع أن تشكيل أعضاء هذا المجلس من الرتب العالية التي لها رأيها ومشورتها.
أضف إلى ذلك، أين هي الدراسات والتوصيات التي قدمت إلي أجهزة الدولة المختلفة؟ فمن مكاتب تقع بمبني جمعية الشويخ السكنية ومن احدى نوافذها يستطيعون وبالعين المجردة أن يروا الفوضى والتسيب في شارع فهد السالم الشارع الأعرق بتاريخ الكويت .
وبلمحة بسيطة، هل عملوا أو شمروا عن أيديهم لعمل جسر مشاه للعابرين بهذا الشارع الحيوي الذي شهد حوادث مأساوية بسبب عبور المشاة أم أن عمل جسر بأحدث المواصفات يربط بين منطقة القيروان والمساكن الشعبية بالصليبية الذي أصبح مرتعاً للحيوانات الضالة أهم من عمله بهذا الشارع المزدحم ، أم أن نقولها صراحة أن المجلس عمله فقط إصدار مجلة شهرية تهتم بالمرور وأخبار المجلس الأعلى للمرور .
أعتقد أن النزول إلى الشارع ورؤية الوضع على طبيعته وإيصال الملاحظات إلى الجهات المختصة هو أهم وأجدر من الجلوس على مكاتب ليس لها نتيجة.
الأخ العزيز الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي كنت في مجلسه حتى وقت متأخر من الليل بصحبة أخوة أفاضل من أهل دبي وبعد مغادرة المجلس والسلام على الحضور هممت بالمغادرة فخرج الأخ ضاحي بصحبتي إلى خارج المجلس حتى ركب سيارته برفقة أحد الضباط وعند سؤاله وين رايح في هذا الوقت المتأخر فكانت إجابته انه الآن عمله قد ابتدأ لان الليل مع الفجر والصباح الباكر هو الذي يكشف المستور، فشوارع الكويت لا تنعم بالهدوء وخصوصاً القريبة من المناطق السكنية من إزعاج المستهترين بسياراتهم ودرجاتهم النارية من منتصف الليل حتى ساعات الصباح الأولى من دون أي رادع وقوة في تطبيق القانون .
نحن نعيش على البركة وليس لدينا رؤية بعيدة ثابتة ومن دون شدة في تطبيق القانون ... فالزائر من خارج الكويت عندما يرى فوضى السيارات ووقوفها في ممنوع الوقوف أمام مرأى رجال المرور ومن دون تحريك ساكن أو تطبيق القانون حينها نعرف أننا لا نعمل مع الأسف.
فالإنسان حين يعمل، يعمل من أجل الوطن وخدمة المواطن، لكن أكثر المسؤولين عندنا أصبح الواحد فيهم لايقوم بعمل هو من صميم عمله إلا برفقة جيش من المصورين والإعلاميين فقط لبيان انه يعمل، ومن بعدها لا يعلم إلا الله ماذا يعمل، فأصبحت تلك الاسطوانة باردة وماسخة ولا تنم عما يحققه الإنسان، فالمخلص يعمل ارضاء إلى الله ولمصلحة الوطن وغيرها نفاق في نفاق.
اللهم احفظ الكويت .

محام وكاتب كويتي

[email protected]
آخر الأخبار