الأحد 29 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

المجلس الجديد + صراع المتنفذين = الحل

Time
الثلاثاء 06 يونيو 2023
View
9
السياسة
حمد سالم المري

هذه الانتخابات كانت باهتة، والكثير من الناخبين عزفوا عن التصويت، لأنهم ملوا من كثرة الحل والإبطال، وتحويل مجلس الأمة قاعة للصراع السياسي، وكرسي البرلمان وسيلة لمحاربة الخصوم، حتى ولو كان على حساب مصلحة البلاد والشعب.
توقفت التنمية، وانتشر الفساد، وتدهور حال البلاد في جميع المجالات، وعم الشعور باليأس بسبب الفوضى الإدارية التي عمت الغالبية العظمى من مفاصل الدولة.
ولا يزال الكثير من الأعضاء همهم تحقيق مصالحهم الشخصية، أو مصالح المتنفذين الذين يحركونهم من خارج المجلس.
شاهدنا في السنوات الماضية، كيف حول بعض أعضاء المجلس قاعة عبدالله السالم قاعة هرج ومرج، مارسوا فيها حركات طائشة لا تليق برجل عاقل، فما بالك بمن من المفترض أنه يمثل الشعب؟
عايشنا أجواء الصراع السياسي بين القطبين المتنفذين المعروفين بالاسم لدى عامة الشعب، ولا يزال هذا الصراع مستمراً مما يعني زيادة سخونة الصراع السياسي بينهما، الذي سينعكس سلبا على البلاد، فيزيد من تدهور أوضاعها، ويزيد الفساد فيها، لأن المجلس سيكون مشغولا بهذا الصراع.
البلاد تئن لها سنوات طوال من الفساد، والفوضى الإدارية، وضياع ملايين الدنانير بزعم التنمية التي لم يشاهدها المواطن حتى الآن في الواقع، حتى أصبح همه شارع سليم يسير عليه بسيارته من دون أن يتأذى من حفرة أو صخر متطاير، بعد ما كان يتفاخر في المنطقة بجودة طرق بلاده، وتخطيطها الذي أبهر شعوب وحكومات المنطقة في ثمانينات القرن الماضي، كون بلاده أول دولة في الشرق الأوسط تشق الخطوط السريعة وتبني الجسور.
مشكلات البلاد التي نعيشها حاليا كثيرة ومتشعبة، لكنها تنبع من مشكلتين رئيسيتين، الأولى صراع التاجر ولد التاجر مع الشيخ ولد الشيخ، والثانية وصراع أبناء الأسرة أنفسهم بينهم.
وبسبب هذا الصراع ضعفت الحكومة، وأصبح مجلس الأمة أداة، فضعفت هيبة القانون، وزاد الفساد، وتعطلت التنمية.
هذا المجلس الجديد، لن يغير من الواقع الأليم الذي تعيشه البلاد، وسيكون مشروعا جديدا للتأزيم، لأن أسباب هذا الصراع لا تزال موجودة، وحل المجلس وارد بنسبة كبيرة، ولن نخرج من هذه الحلقة المفرغة إلا باجتثاث أسباب الصراع من جذورها.
وهذا لن يتحقق إلا بعزم وحزم، ولنا في دول الخليج العربي عبرة، فهي تعيش في استقرار، وتطور في جميع المجالات لأنهم اجتثوا أسباب الفساد باستخدام العزم الحزم.

al_sahafi1@
آخر الأخبار