"المحاسبة": "التأمينات" صرفت 5 ملايين دينار دون وجه حق

مصير مجهول لـ118 مليون دولار استثمارات متعثرة

فيما تصدح أصوات المُتقاعدين طلباً بزيادة شهرية على معاشاتهم التقاعدية تقدر بعشرات الدنانير، فصل جديد من الهدر والفساد يطال أموال المتقاعدين، يزيد من جراحهم وإمكانية تحقيق مطالبهم، يكشفها ديوان المحاسبة في ملاحظاته على مؤسسة التأمينات الاجتماعية تقدر بالملايين بين استثمارات ضائعة في بنوك أجنبية متعثرة وبين "دس" أسماء مُستفيدين من هذه المعاشات دون وجود إثباتات أو مستندات كافية، كل ذلك يأتي في وقت تغص الإدارة القانونية في المؤسسة بسبات عميق دون اتخاذ أي إجراءات لحماية المال العام وأموال من أفنى عمره في خدمة البلاد. (راجع صـ7)
أداء المؤسسة شابه العديد من الملاحظات حسب تقرير الديوان، تمثل أبرزها في المهنية غير الكافية من بعض موظفي ومسؤولي المؤسسة وعدم قيامهم بواجباتهم ومسؤولياتهم الوظيفية الأمر الذي أدى إلى شبهات تزوير في مستندات رسمية مكنت من إضافة مستحقين لأنصبة في معاشات تقاعدية صرف بمقتضاها مبالغ من أموال المؤسسة دون وجه حق، واستطاع ديوان المحاسبة حصر 5 ملايين دينار منها، إلا أنه وحسب تقرير الديوان تكمن الملاحظة الأخطر في هدر أموال تقدر قيمتها بـ118.2 مليون دينار متمثلة في انكشاف استثمارات للمؤسسة على بنوك أجنبية متعثرة هي: "سيلكون بنك"، و"سيغنتشر"، و"كريديت سويس"، و"سيليفر غيت"، في الأسواق المالية العالمية، التي تعرَّضت لأزمة مالية في الفترة السابقة، والبعض منها أعلن إفلاسه ما يجعل مصير هذه الأموال مجهولاً، كانت المؤسسة قد استثمرت فيها، ومتمثلة بالأرصدة النقدية المودعة في تلك البنوك والتأثرات على صافي قيمة الوحدات المرتبطة بتلك الاستثمارات، فضلاً عن عدم قيام المؤسسة بتكوين مخصصات في دفاترها لمواجهة هذه الانكشافات حتى تاريخ 31 مارس الماضي، مُشدداً "الديوان" على المؤسسة ضرورة وضع أنظمة وآليات وإجراءات وضوابط يجب اتباعُها وفقاً لأفضل الممارسات المهنية.