الأحد 08 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

"المحاسبين": مدققو الحسابات المرآة الحقيقية للبيانات المالية للشركات

Time
السبت 11 يوليو 2020
View
5
السياسة
الراشد: المنصات الرقمية أهم الآليات المتوقع اعتمادها لتطوير المهارات المحاسبية وتدريسها وفق الآليات الجديدة


بعض الشركات تقوم بصياغة بياناتها المالية بشكل لا يعبر عن وضعها الحقيقي


البزيع: تغير كبير في الأمور المهنية أبرزها استخدام المدققين لخدمات "الأون لاين"




كتب - عبدالله عثمان:


أكد المتحدثان في ندوة أثر كورونا على مهنة المحاسبة في القطاعين الحكومي والخاص على الدور المهم والمتزايد لمدققي الحسابات في مراقبة البيانات المالية للشركات والتدقيق عليها، لافتين الى أن بعض البيانات المالية لا تعكس بدقة الوضع المالي للشركات بشكل حقيقي.
وحذر المتحدثان خلال الندوة التي نظمت جمعية المحاسبين والمراجعين وتحدث فيها أستاذ المحاسبة بكلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت الدكتور وائل الراشد ومدير مكتب البزيع وشركاه نايف البزيع والتي أدارها سليمان البسام وأشرف على تنظيمها عضو مجلس إدارة الجمعية فهد العازمي، حذرا من أن تشهد التقاريرالمالية الصادرة في مرحلة ما بعد كورونا تحفظ مدققي الحسابات على البيانات المالية. في البداية، أوضح أستاذ المحاسبة بكلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت د. وائل الراشد تأثير كورونا على تدريس مهنة المحاسبة وتدريب مزاولي المهنة واكسابهم المهارات المطلوبة بالقول إن أزمة كورونا ستغير من طريقة تدريس المهنة في مرحلة ما بعد الأزمة، حيث إن التقنيات الرقمية ستؤدي إلى تغيير طريقة وآليات التدريس من قبل مزاولي المهنة.

المنصات الرقمية
ولفت الى أن المنصات الرقمية قد تكون من بين الآليات التي من المتوقع اعتمادها لتطوير المهارات المحاسبية وتدريسها وفق الآليات الجديدة التي ستظهر بعد الأزمة ومن المتوقع أن تؤثر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن بين الأمور التي ستتأثر بالأزمة مهنة المحاسبة.وأوضح أن تداعيات كورونا ستلقي بظلالها على بعض المهن، ومنها مهنة المحاسبة التي ستتأثر بتلك التداعيات وعلينا كمحاسبين الاستعداد لتطوير قدراتنا بما يتناسب والتغيرات المرتقبة على أداء المهنة، خاصة ما يتعلق باستخدام الثورة الرقمية والبرامج المحاسبية التقنية الجديدة.
وأضاف أن من بين التغيرات المستقبلية ما يتعلق باستخدام المواد المسموعة والمرئية التي بدأت في الظهور لتعليم الطلبة من بين الأمور التي بات لها تأثير كبير على تدريس المهنة حالياً والتي سيكون تأثيرها أكبر في المستقبل.

تطبيقات إلكترونية
ومن بين المحاور التي تأثرت بها المهنة، ما يتعلق بالتقارير المالية في 2019 وكيف تأثرت بتداعيات الأزمة، وعلينا أن نفرق بين أثر كورونا على المفاهيم المحاسبية من جهة وأثرها على مكاتب التدقيق المحاسبي من جهة أخرى. ولفت الى أن التطبيقات الالكترونية المحاسبية سيكون لها تأثير على المهنة والأداء المالي. وهناك معيار يتعلق بالكفاءة المالية وسوق العمل والذي ركز على 3 قضايا رئيسية هي القدرات والمهارات والقيم، وكذلك معيار الجودة المهنية والتي تتعلق بالافصاح والبيانات المالية.
وأضاف أن من بين الآثار الأخرى، ما يتعلق بالجانب الاستشرافي أو المستقبلي للمهنة، حيث إن الأساليب التقليدية التي كانت متبعة من قبل سيتم تغييرها واتباع أسلوب جديد يتوافق وتداعيات الأزمة.

حزم تحفيزية
ولفت إلى أن السلوك المهني سيكون هو الآخر من بين المحاور التي تأثرت بسبب جائحة كورونا، والتي قد تأخذ عدة صور منها ما يتعلق بعدم الدقة في الإفصاح عن بياناتها المالية وإعطاء صورة غير حقيقية من بعض الشركات عن وضعها المالي تخالف الوضع الحقيقي وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على مدققي الحسابات في مراجعة البيانات وتدقيقها.
وتطرق الراشد لتأثر المهنة في علاقاتها مع الجهات الحكومية الأخرى، حيث إن تنظيم المهنة للحزم التحفيزية المطروحة من قبل الحكومة من الضروري تدقيقها ومراجعة آلية تنفيذها محاسبياً، خصوصا أن الجهات المشاركة في تنفيذ تلك الحزمة والتي من بينها الصندوق الوطني لرعاية وتنمية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والبنوك وغيرها، حيث إن المهنة عليها دور كبير في التأكد من وصول الحزم المالية المطروحة من قبل الجهات المعنية لمستحقيها.

حوكمة الشركات
وحول تأثير كورونا على حوكمة الشركات، أوضح الراشد أن نظم حوكمة الشركات من الصعب القول إنها ستشهد تغييراً بسبب تداعيات كورونا في الأجل القصير وأنها لابد أن تصدر بتشريعات أو قوانين، إلا أن تغيير نظم العمل بسبب تطبيقات الثورة الرقمية سيؤثر كثيراً على أداء الشركات من حيث خفض عدد الموظفين وكذلك قبول العملاء بالعمل وفق برامج وتطبيقات رقمية وليس التعامل اليدوي.

الصندوق الأسود
وأضاف أن بعض الشركات الكبرى العاملة في بعض القطاعات تقدم تقارير مالية لا تعكس وضعها الحقيقي، حيث تقدمت بطلبات افلاس في الوقت الذي يتوافر لديها سيولة عالية. ووصف الراشد بعض التقارير المالية الصادرة من بعض الشركات بالصندوق الأسود، حيث تقوم بعض الشركات بصياغة بياناتها المالية بشكل لا يعبر عن وضعها المالي وعلى مدقق الحسابات أن يكون واعيا ومدركا لتلك السلوكيات. وهناك قطاعات لديها سيولة عالية مثل قطاع الدفع السابق الذي يتمتع بسيولة عالية بينما حجم التشغيل متدن، وبالتالي ليس معبراً بدقة عن وضعها الحقيقي.

قضية خطيرة
ولفت أن الحوكمة قضية خطيرة، خاصة لو تناولنا النظم وبرامج التحفيز الاقتصادي، ولمهنة التدقيق المحاسبي دور كبير في برامج التحفيز الاقتصادي من حيث الرقابة على آليات تنفيذها أو صرف المبالغ الكبيرة للجهات السابقة والتي يحددها التوجهات الحكومية في كونها ستكون رقابة سابقة أو لاحقة. وقال هناك قضايا كثيرة سوف تمس حوكمة الشركات وتغير الكثير من المفاهيم بشأنها.
وفيما يتعلق بنتائج الربع الأول من العام الحالي وتوقعات بالإعلانات عن إفلاسات، أشار الراشد أن أزمة السيولة ومدى القدرة على استمرارية بعض الشركات. وطالب الراشد بضرورة تبني جمعية المحاسبين دعم مكاتب التدقيق المحاسبي في مواجهة الأزمة الحالية وتأثيراتها على أدائها والسعي للتخفيف من تلك الأزمة عليهم.

أنظمة آلية
من جانبه تناول مدير مكتب البزيع وشركاه نايف البزيع أثر كورونا على تقارير المدقق الخارجي، حيث أشار الى أن تأثير مهنة مراقبي الحسابات كبير ومتزايد فيما يتعلق بالتدقيق على البيانات المالية ومراجعتها، لافتا إلى أن كورونا جاءت في توقيت يمثل ذروة عمل مراقبي الحسابات في الشهور الممتدة من مارس وحتى نهاية مايو، حيث يتم زيارة العملاء والمراجعة على البيانات المالية الموجودة لديهم في أماكنهم، وهناك بعض العملاء يوفروا تلك المعلومات على CD وإرسالها للعملاء.

فترات الحظر
ومع تفعيل خطة الدولة بمواجهة فيروس كورونا، بدأت مكاتب التدقيق المحاسبي بتفعيل كل الأنظمة الآلية التي تم الاستثمار فيها بالسابق واستخدامها في التواصل مع العملاء من خلال البرامج الالكترونية التي تم تطويرها أو من خلال المكاتب العالمية.
وهناك بعض العملاء ليس لديهم إمكانية في التعامل معهم من خلال استخدام تلك البرامج الرقمية أو ما يعرف بالصيغ الالكترونية في مجال التدقيق المحاسبي وكان لابد من زيارتهم للتدقيق على بياناتهم وهو ما جعل الأمر صعباً على مزاولي المهنة من المدققين في ظل تطبيق فترات الحظر سواء كان حظر كلي أو جزئي.
وبين أنه وعلى الرغم من صعوبة الأمر والمفاجأة لمكاتب التدقيق بسبب طبيعة العملية، إلا أنه تم التعامل مع الأمر بشكل تدريجي وبدأ العملاء يستوعبون التعامل أون لاين.

تغييرات كبيرة
وعما إذا كانت مهنة المحاسبة ستشهد تغيراً بعد كورونا، أم ستعود الأمر عما كانت عليه، أجاب البزيع بالقول إن مهنة المحاسبة ستشهد تغيراً كبيراً في العديد من الأمور وعلى رأسها استخدام الأون لاين في التعامل مع العملاء، موضحاً أن هناك قبولاً لدى العملاء حالياً للتعامل من خلال الأون لاين بدلاً من المكاتب وهناك تهيئة الآن من قبل مكاتب التدقيق المحاسبي للتعامل مع البيانات المالية للعملاء عبر برنامج آمن غير قابل للتداول أو السرقة وهي برامج مملوكة للمكتب وهي برامج آمنة.

قطاع الأدوية أهم المستفيدين
وحول تأثير كورونا على البيانات والتقارير المالية الصادرة عن الشركات بنهاية عام 2019، أشار البزيع إلى أن مدقق الحسابات يقوم بتدقيق البيانات المالية في تاريخ محدد وهو على سبيل المثال 31 ديسمبر 2019، إلا أن مراقب الحسابات مطالب كذلك بالإفصاح عن أي أحداث لاحقة تؤثر في البيانات المالية والافصاح عنها وتحديد آثارها على البيانات المالية، مضيفاً أن تأثير كورونا على البيانات المالية لا يزال غير معروف وغير محدد من قبل الشركات، حيث أن تأثير الأزمة على الشركات يختلف من شركة لأخرى، فلا شك أن تأثير الأزمة واضحاً على قطاع المطاعم والفنادق، بينما تأثرت شركات الأدوية بشكل إيجابي وحققت نوعاً من الازدهار أثر كورونا على البيانات المالية حتى الآن غير معرف ومن الصعب التنبؤ به ولكن له أثر وحتى الآن غير واضح.

جودة التقارير
وحول تأثير الأزمة على جودة التقارير المالية الصادرة عن مكاتب التدقيق المحاسبي، وعما إذا كانت تقارير المدقق الخارجي ستأخذ في الحسبان أثر كورونا على التقارير المالية الصادرة عن مكاتب التدقيق، حيث أشار البزيع إلى أن أثر كورونا على البيانات المالية غير متوافرة من قبل العملاء بسبب عدم وجود بيانات واضحة لتقييم الأصول العقارية على سبيل المثال خاصة وأن هناك بعض الشركات لديها أصولاً في الخارج ولم يتم تزويد مراقبي الحسابات بتقييم هذه الموجودات، وهو ما يدفع المراقب في هذه الحالة إلى أن يكون متحفظاً على البيانات المالية في إبداء رأيه من خلال التقارير المالية.

تقارير متحفظة
ورداً عما إذا كانت هناك زيادة في التقارير المتحفظة من قبل مراقبي الحسابات، أجاب البزيع بالقول: نعم سيكون هناك تحفظ على البيانات المالية الصادرة عن الشركات في حال عدم توافر المعلومات اللازمة لتقييم اصول تلك الشركات.
وفيما يتعلق بأتعاب ورسوم المدقق الخارجي، أوضح أن هناك زيادة في التكلفة التي تتحملها مكاتب التدقيق المحاسبي من حيث تغيير البنية الرقمية لديها وزيادة استخدام البرمجيات المتطورة محاسبياً وهذه ستؤثر على الكلفة التي تتحملها مكاتب التدقيق المحاماة.
آخر الأخبار