الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
19°C


* سلامة: تجارة الإقامات سبب رئيسي لزيادة الجريمة في المجتمع ومعظم جرائم المواطنين عائلية* المشعان: نشوء الأبناء وسط أسرة مفككة يكسبهم سلوكيات سيئة كالعنف ومرافقة أصدقاء السوء* المليفي: معالجة الخلل بتدافع جميع الجهات لوضع خطط تقلل من معدلات الإجرام* حمود العنيزي: المعدلات كانت طفيفة قبل اكتشاف النفط ويجب تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني* أحمد المطيري: قانون الجزاء به عقوبات رادعة والمشكلة تكمن في عدم سرعة الفصل في القضاياتحقيق- ناجح بلال:سلطت تقارير عدلية رسمية صدرت حديثا، الضوء على ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع، في الشق الجزائي وغيره وبمختلف درجات التقاضي، مما حدا بعدد من الخبراء الذين استمزجت "السياسة" آراءهم إلى التحذير من مخاطر انتشار الإجرام والدعوة الى ايجاد حلول سريعة وحاسمة لمنع انتشار العنف، بأشكاله كافة، وإطلاق حملة وطنية للحيلولة دون انزلاق المجتمع نحو ما هو أسوأ. واشارت تقارير رسمية الى أن عدد القضايا المرجح ان تنظرها محكمة التمييز عن العام 2020 سيكون بحدود 22 الفا و157 قضية، فيما توقعت أن تصل قضايا محكمة الاستئناف الى نحو 38الفا و158 قضية، اما القضايا غير الحزائية للمحكمة الكلية فتوقعت أن تصل الى نحو 122الفا و758 قضية، ليصل الإجمالي للمحاكم الثلاث المذكورة نحو 183 الفا و73 قضية في 2020.ورأى الخبراء أن اكتظاظ محاكم البلاد، بمختلف درجاتها، بالقضايا يعكس ارتفاعا في معدلات الجرائم لا يمكن إغفاله في المجتمع، محذرين من نمو هذه المعدلات المخيفة، ولافتين إلى ضرورة تفعيل دور الأسرة والتربية والدين للحد من معدل الجريمة في البلاد، والتي تؤكدها الإحصاءات الرسمية. التفاصيل في ما يلي:يرى الخبير في علم النفس د.أحمد سلامة، أن الكويت ليست استثناءً في ما يخص ارتفاع معدل الجرائم في المجتمع، ذلك أن زيادة المعدلات شملت دول العالم كافة، لافتا إلى أن تجارة الاقامات أحد أسباب ارتفاع المعدل لدينا، بينما هناك جرائم يرتكبها مواطنون أغلبها جرائم عائلية، مما يستلزم وقفة جادة لمعالجة الدوافع النفسية والاجتماعية التي تزيد من معدل الإجرام في المجتمع.وذكر سلامة أن المعروف أن النفس امارة بالسوء، لذا يجب تقويمها وتهذيبها منذ الصغر، مشيرا إلى أن انتشار الإدمان سبب رئيسي آخر لرفع معدلات الجرائم، فالمدمن الذي لا يملك المال قد يرتكب جريمة للحصول على المال لشراء المواد المخدرة.وأوضح أن فئة من البشر تنظر لغيرها في كل شيء، مما ولّد ظاهرة المحاكاة والتقليد، مما قد يدفع ايضا لارتكاب جريمة لشراء سيارة جديدة أو ما شابه.وأفاد سلامة بأن قضايا الأحوال الشخصية التي تضج بها المحاكم الكويتية تأتي نتيجة لتوالد العنف بين الزوج والزوجة منذ الصغر وعدم تربيتهما بصورة سليمة، لافتا إلى أن الزوج العصبي يمكن أن يحول حياة أسرته إلى حلقة من المرّ والأسى، كما أن الزوجة التي تعلم ظروف زوجها الصعبة وتصر على طلب المزيد يمكن أن تدفعه لطلاقها أو تعنيفها بشكل مؤذ، مبينا أن تزايد قضايا هتك الاعراض زاد أيضا نتيجة استخدام البعض، لاسيما الشباب، للهواتف الذكية بصورة غير لائقة، حيث يدمن بعضهم الدخول على المواقع الإباحية مما ينمي الشره الجنسي لديهم.بدوره، يرى الخبير في العلوم الاجتماعية د. حمود العنيزي أن معدلات الجرائم في الكويت كانت طفيفة جدا، قبل اكتشاف الثرورة النفطية، بل ربما تحدث جريمة واحدة طوال عام كامل، وليس هذا بسبب قلة عدد السكان فقط بل أيضا لمراعاة الكل للأعراف والتقاليد، حيث كانت المحبة والتعاون والالفة تسود بين الناس، وكان الأمان هو الأساس، لكن بعد اكتشاف النفط ودخول الكويت عالم الرفاهية بدأ الشعب ينخرط في حياة المجتمعات الأخرى بشكل أعمق، مما أدى لاكتساب بعضهم فنون الجرائم وطرقها الملتوية، مطالبا بتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني لمواجهة ظاهرة تنامي الجريمة في المجتمع.من جانبه، يرى وزير التربية السابق أحمد المليفي، أن "نمو الجريمة" في الكويت يسلتزم المعالجة بطرق شتى، أبرزها ضرورة زيادة الوعي لدى طلاب المدارس حتى يشبوا على قيم التسامح والابتعاد عن النزاعات المفضية للجريمة، كما يجب التركيز على الجانب السلوكي للأبناء منذ صغرهم، لافتا إلى أن الطفل عندما يتربى على عدم السخرية من الآخرين سواء المواطنين أو الوافدين فإن سلوكه سينشأ بشكل أقوم ويستمر على ذلك طوال حياته، والعكس صحيح.ولفت المليفي الى أن معالجة أوجه الخلل التي زادت من معدلات الجرائم في البلاد، تستوجب أن تدرس بعناية ودقة، وهذا لن يكون إلا من خلال تضافر جميع الجهات من أجل وضع الخطط والبرامج التي تقل من معدلات الجرائم في البلاد. أما استاذ علم النفس في جامعة الكويت د.عويد المشعان، فيقول إن هناك أسبابا عديدة تؤدي لارتفاع معدلات الجرائم في الكويت، منها ارتفاع حالات الطلاق، فعندما تعيش فئة من الأبناء وسط حياة مفككة فإن بعضهم يكتسب سلوكيات غير حسنة كالعنف ومرافقة أصدقاء السوء، لذا لابد على الوالدين التفكير في مصير الابناء قبل الشروع في الطلاق. وبين المشعان أن توفر الأسلحة في بعض البيوت يسهم في زيادة معدلات الجرائم، مفيدا بأن تدني الدخل وقلة المردود المادي قد يدفع البعض نحو الإجرام، مشيرا الى أن الجوانب النفسية تلعب دورا في زيادة معدل الإجرام، لاسيما بين من يعانون أمراضا نفسية كالإضطرابات والقلق، داعيا الى تغليظ العقوبات لردع من تسول له نفسه ارتكاب جريمة أو النصب على الغير.