* المواطنة العالمية حلم قديم راود الإنسان بهدف إلغاء الحواجز وتحقيق السلام العالمي* أهداف مركز المواطنة ركزت على زيادة مشاركة الشباب والمرأة في التنمية المستدامة* نتمنى أن تمتد العلاقات الديبلوماسية بين الكويت وكوريا الجنوبية إلى اتفاقيات تعاونأكد سمو الشيخ ناصر المحمد أن الكويت ملتزمة بأهداف القمة العالمية للتنمية المستدامة، الذي عقد في عام 2015، مبينا ان الكويت سعت إلى تطبيق هذه الأهداف على المستوى الوطني بصورة متكاملة ومترابطة، بأبعادها الاقتصادية والإجتماعية والبيئية، وكان ذلك بتوجيهات ومتابعة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.وأوضح سمو الشيخ ناصر المحمد عقب استقباله في قصر الشويخ محافظ جنوب سيناء خالد فودة والوفد المرافق له والأمين العام السابق للأمم المتحدة والرئيس المشارك لمركز بان كي مون للمواطنة العالمية بان كي مون والرئيس السابق للنمسا د.هاينز فيشر اللذين حضرا مأدبة غداء أقامها سموه على شرفهما والوفد المرافق ان "اهتمام الكويت بمركز بان كي مون يأتي في سياق الإيمان بأهداف تلك القمة".وأضاف "إننا في الكويت جميعا نرحب بعقد الاجتماع الثالث للمجلس الاستشاري في الكويت، ونأمل أن يواكب هذا الانعقاد توقيع مذكرة تفاهم بين المركز والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية ونتطلع إلى إعلان أولى برامج المركز من خلال الاجتماع.وأكد سموه أن المواطنة العالمية حلم قديم راود الإنسان كلما تمددت شبكة العلاقات بين الأفراد، واتسعت وسائل التواصل بين الناس، وتلاشت الحواجز بين الشعوب، مؤكدا أن بعض الفلاسفة والمفكرين نادى بها من قديم الزمان، وجاءت الفكرة من منطلقات مختلفة.وأوضح أنه في ظل أوضاع عالمنا المتوتر، وبيئتنا المهددة، والتفاوت المتزايد بين الفقر والغنى، تأتي فكرة تأسيس مركز بان كي مون للمواطنة العالمية في توقيتها السليم، لتساهم في الحد من تلك التحديات والتهديدات، مبينا أن مركز المواطنة العالمية يستهدف مشاركة الشباب والمرأة في التنمية منطلقات المركز تقوم على فلسفة المواطنة العالمية، مما يعني بناء انتماء لدى سكان الأرض بوحدة المصير، إلا أن الأهداف ركزت على زيادة مشاركة الشباب والمرأة في تحقيق التنمية المستدامة، في التعليم والصحة والحماية الاجتماعية وتوفير فرص العمل وحماية البيئة، وهي لفتة ذكية تسعى لزيادة الاهتمام بأهدافها، من خلال توسعة رقعة الفئات الإجتماعية من سكان كوكبنا، والذي يشكل فيها الشباب والمرأة نسبة عالية.وأشار إلى أن "الفيلسوف سقراط نقل عندما كان يسأله الآخرون: من أين أنت؟ كان يجيب: أنا مواطن عالمي، ولا يقول: أنا مواطن أثيني، أو مواطن يوناني، مضيفا يخبرنا التاريخ أن الإمبراطورية الرومانية عندما صارت سلطة أممية نشأت فيها الفلسفة التي تنادي بالمواطنة العالمية، ولعل بسبب تأثير هذه الفلسفة ألغى الامبراطور الروماني كراكلا سنة 212م المرسوم الشهير الذي حصر المواطنة الرومانية بسكان روما فقط، وبدله لتصبح المواطنة عالمية لسكان الإمبراطورية الأحرار".وبين أن تلك الحالة تشبه حال الدولة العباسية التي كان يتجول فيها مواطنوها من طشقند إلى سواحل المحيط الأطلسي، ومن بحر العرب إلى اسبانيا، وكان يتنقل فيها الوزير اليهودي بن النغريلة، والطبيب المسيحي جبريل بن بخت يشوع، والفلكي المجوسي نوبِحت المُنجِّم، وعالم الرياضيات والبصريات المسلم ابن هيثم، كما لو كانوا مواطنين عالميين يتنقلون ويتحدثون ويفكرون على رقعة واسعة من الكوكب، دون أي قيود.وأوضح أن فكرة المواطنة العالمية لا تعني أبدا إلغاء التنوع القومي أو الديني أو الثقافي في عالمنا، مبينا أن هذا التنوع يشكل ثروة إنسانية لا تقدر بثمن، إنما تعني بدرجة كبيرة إلغاء الحواجز الناشئة عن التنوع، واكتشاف ثقافاتنا في هذا الكوكب، والتعرف على القواسم الإنسانية المشتركة بيننا، في الفكر والدين والفنون والآداب والأغذية والفلكلور، من أجل الحفاظ على مسيرة السلام العالمي واستمرارها.وأكد سموه أن العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وكوريا الجنوبية تعود إلى عام 1979 ومنذ ذلك الوقت وكلا البلدين يسعى إلى توطيد هذه العلاقات، التي نتمنى أن نمتد إلى اتفاقيات تعاون بين الطرفين.وقال ان الدور الحيادي للنمسا النمسا إزاء مختلف النزاعات في العالم مكّنها من أن تشارك بشكل كبير في عمليات حفظ السلام وغيرها من المهام الإنسانية الأخرى التي تقودها الأمم المتحدة وعاصمتها فيينا هي مقرّ لأحد مكاتب الأمم المتحدة الرئيسية الأربعة في العالم.وأشاد بمصر قائلا: "انها أرض الكنانة التي ذكرتها الكتب السماوية، وتربطها بالكويت علاقات دبلوماسية مميزة تبلورت في توقيع اتفاقيات ومذكرات نفاهم في عدد من مجالات التعاون المختلفة بين البلدين والتي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين".

سمو الشيخ ناصر المحمد في حوار مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس السابق للنمسا د.هاينز فيشر

سمو الشيخ ناصر المحمد متحدثاً في مأدبة الغداء