السبت 28 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

المخدرات تفتك بالمجتمع... فما الحل؟

Time
الخميس 01 يونيو 2023
View
12
السياسة
أحمد الدواس

دخلت أشكال كثيرة من المخدرات الى البلاد، آخرها مخدر جعل وافدا بنغاليا يتلوى أرضاً أمام المارة في أحد شوارع الفروانية، وتوفي جراء تعاطيه مخدر الـ"فلاكا"، ومن يتعاطاه يفقد السيطرة على نفسه بعد ثوان، ويصاحب التعاطي نوبات عدوانية وعدائية، مع هذيان وهلوسة شديدة، وهناك مخدرات تُصنع داخل الكويت، وهناك مخدر الـ"فنتنايل.
يعتبرمخدر الـ"فنتنايل" أقوى مئة مرة من المورفين، وفقا لتقرير نشرته مجلة "نيوزويك" الأميركية بتاريخ 12 سبتمبر، وورد فيه أن السلطات الأميركية صادرت سنة 2022 كميات من الفنتانيل تكفي لقتل جميع سكان أميركا، وأن معظم الفنتانيل في السوق الأميركية مصنوع في المكسيك بمواد كيماوية من الصين.
فإذا كان المخدران الـ"فلاكا" والفنتانيل، فقط، بهذا المفعول الشديد والمميت، فماذا سيفعلان بشبابنا ومستقبلهم؟
لقد كان الوافد البنغالي يتلوى أرضاً، وقد يأتي يوم نرى شبابنا يتلوون من شدة الألم، مع ضياع مستقبلهم، أو يموتون أمام أنظارنا.
الموضوع طويل نختصره بأمثلة، فنقول: بالأمس قتل شاب أباه بعد تعاطيه المخدرات، وقتلت امرأة ابنها بسبب الإدمان، وعصير بخلطة مخدرات يباع بخمسة دنانير، فتيات كويتيات مدمنات مخدرات بعمر 13 سنة، مخدرات في حلويات الأطفال، تسلل المخدرات إلى المدرسة، بعض عربات "فود ترك" تبيع المخدرات، آسيوي "دليفري" لترويج المخدرات، إحصائية مرعبه، اذ أكثر من 145 ألف متعاط للمخدرات في الكويت في نوفمبر 2022، بعد ان كان عددهم 70 ألفاً.
في اجتماع لمختصين ودعاة دقوا ناقوس الخطر وقالوا: "المخدرات في البيوت والمدارس تذبح أبناءنا، هناك أكثر من ثمانية آلاف سجين، سبعة آلاف منهم بسبب المخدرات، المخدرات إذا لم تكن في بيتك فهي عند جارك، والكويت مستهدفة بالمخدرات، ويجب ألا ندع أحداً يلعب بأمننا، ينبغي تطوير التشريعات لتطبيق الإعدام على تجار المخدرات.
المخدرات كارثة فيما سموم التجار تنخر قلب المجتمع، حتى وصلت إلى المدارس والبيوت، وراجت بين شباب وبنات في عمر الزهور".
يقترح الأطباء والتربيون حلولا لهذه المشكلة الخطيرة، هم يقولون أن أسبابها: تدليل زائد، تفكك أسري، أصدقاء سوء، غياب الترفيه سبباً للتعاطي والعنف.
من رأيي أن العلاج يكمن في تقوية الضمير الحي لدى التلميذ منذ الصغر، فيعرف ان هذا الأمر خطأ، وأن ذاك الأمر صواب، وكذلك تقوية الوازع الديني لدى التلميذ في المدارس، فبالشرح والفهم نزرع في نفوس التلاميذ الضمير الحي، فيعرفون الفرق بين الخطأ والصواب.
لقد أخطأت وزارة التربية بجعل التلميذ يحفظ من دون فهم، بينما لو فهم سور القرآن لتعدل سلوكه بشكل أفضل، فالله سبحانه يقول: "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"، فالمدرس لا يشرح سورة يوسف مثلاً، ففيها سلوكيات فاضلة كمعنى الصبرعلى المكاره.
إذ رمى الأخوة أخاهم يوسف الصغير في البئر حسدا لأن أباهم يحبه، فصبر، وأنقذه بعض الناس، ثم تحلى بالأمانة، وهو شاب، ودعا الى الله حتى وهو في السجن، فأوصلت أخلاق يوسف الجميلة ليكون وزيراً للمالية لدى الملك، وأخيراً سامح إخوته رغم أنهم رموه بالبئر.
وهكذا، فبالشرح والفهم نزرع في نفوس التلاميذ الضمير الحي، ومعاني الصبر والرحمة والتسامح، والمعاني الجميلة، فيتحلون بالسلوك الطيب وهم شباب وكبار، وينفعون بلدهم، وهذا هو بناء المواطن الصالح، فلا بد من إصلاح مناهج التعليم الحالية بمناهج ذات أفكار جيدة، وسلوكيات فاضلة تترسخ في عقول التلاميذ ويشبون عليها.
كذلك سن قانون يحكم على تاجر المخدرات بالإعدام أو بالسجن مدى الحياة، ولا بد من تقوية المراقبة الأمنية على الحدود بما فيها السواحل، ففي وقت ما وطأ إيرانيون مهربون خلسة ليلا على ساحل الكويت ولم يراهم الأمن، بل مواطنون أبلغوا الشرطة.

سفير كويتي سابق

[email protected]
آخر الأخبار