الاثنين 30 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المخدرات خطورة أمنية ومجتمعية
play icon
كل الآراء

المخدرات خطورة أمنية ومجتمعية

Time
الخميس 10 أغسطس 2023
View
66
السياسة

لقد خلقنا الله تعالى في أحسن تقويم، وكرمنا سبحانه عن سائر مخلوقاته بالعقل، وتحمل الأمانة والقدرة على التمييز بين الخير والشر، وبين الخطأ والصواب، حتى نعمر الأرض ونبني الحضارات.
ولقد أمرنا الله ألا نُلقي بأنفسنا فيما فيه الهلاك في الدين أو الدنيا قال سبحانه "وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"، كما أن من أهم مقاصد شريعتنا الغراء حفظ النفس، والمؤسف، بعد هذا التكريم نجد الإنسان يُلقي بنفسه في طرق الهلاك من خلال إدمان المخدرات، مما شكل ظاهرة بالغة الخطورة على المجتمعات كافة، حيث استهدف ذلك الشباب، فقد فُجعنا بالابن الذي قتل أمه، والابن الذي سرق أباه، والآخر الذي ارتكب الكبائر في بيته.
وقمة الحزن عندما نسمع أن شاباً كان من الناجحين بمجتمعه فجأة انطفأت روحه، وتحول مجرما تائه الفكر، فاقد الوعي، مسلوب الإرادة، مفترش الأرض يُزيح على جسده التراب يصرخ تارة باكيا، وتارة أخرى ضاحكا، فارغ العقل سابحا في أوهام إدمان مُميت.
وأسباب تعاطي المخدرات كثيرة، منها ما يعود للفرد نفسه: كضعف الوازع الديني، ومجالسة أو مصاحبة رفاق السوء، والشعور بالفراغ، وكثرة الهموم والضغوط الاجتماعية، والرغبة في الهروب من الواقع بتجربة المخدر، وأسباب تعود للأسرة، ومنها القدوة السيئة من قبل الوالدين وإدمان أحدهما، وعدم الرقابة والتوجيه.
وعدم التكافؤ بين الزوجين، وتفكك الأسرة وغياب الحوار بين أفرادها والقسوة الزائدة، وكثرة حالات الطلاق، وأسباب تعود للمجتمع، أهمها توافر مواد الإدمان بكثرة مع توافر أماكن اللهو غير المراقبة من الأمن، وقلة دور وسائل الإعلام في التوعية، والتساهل في استخدام العقاقير المخدرة دون رقابة، وغياب رسالة المدرسة، وعدم حزم الأمن، كما يعد الجهل والبطالة أهم أسباب انتشار تلك الآفة.
ولأن الوقاية خير من العلاج، والحل الأمثل لتجنب الوقوع في براثن الإدمان، وذلك من خلال إطلاق حملات مكثفة من الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني هدفها التوعية من مخاطر الإدمان، واسبابه وطرق علاجه، وضرورة سن القوانين الرادعة وتغليظ العقوبات على المتعاطين والمروجين والتجار، إضافة جميع المخدرات الإدمانية للجداول المجرمة، ومعاقبة صناع الأعمال السينمائية التي تتضمن ترويج المخدرات، ومغالطة الشباب لأضرارها، وزيادة انشاء مصحات العلاج ودعمها من الدولة.
وضرورة رقابة الأسرة لأبنائها وابعادهم عن رفقاء السوء، وتعزيز الوازع الديني لديهم، ومواجهة إدمان أحد أفرادها وتقديمه للعلاج من دون مكابرة، وإنكار وتجاهل للمشكلة، وضرورة توجه الشباب لحياة صحية أكثر بممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، وتعزيز دور الدولة في فتح مراكز الشباب، والقضاء على البطالة، وإنشاء لجان وطنية لمكافحة المخدرات.
وزيادة دور الأمن بتوجيه ضربات استباقية للمجرمين، وتعظيم أهمية دور العبادة بتخصيص خطب تحض الشباب على مخاطر الإدمان، وترسيخ دور المدارس في إقامة الندوات التوعوية للطلبة، وتفريغ طاقتهم بمسابقات رياضية وتعليمية مع ضرورة استحداث مناهج دراسية للتوعية بأضرار المخدرات.
في النهاية؛ نُناشد الدول بالتعاون والتكاتف الأمني للحد من ظاهرة الإدمان، وعلى الشباب أن يتعظوا من سوء عاقبة الإدمان من دمار وجرائم.
ورجائي للأسر ان استمعوا لأبنائكم فهم أمانة في أعناقكم، وأظهروا لهم الاهتمام والحب، وكونوا لهم السند والقدوة، راقبوهم بدقة وأبعدوا عنهم رفقاء السوء، ولا تطفئوا ابتسامتهم بجحيم الإدمان.
محام وكاتب مصري

حمادة الامير

آخر الأخبار