السبت 28 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

المدينة الترفيهية الموعودة... بعد عمر طويل

Time
الاثنين 29 مايو 2023
View
13
السياسة
حسن علي كرم

كلف مجلس الوزراء في اجتماعه قبل الاخير شركة المشروعات السياحية (اسم على غير مسمى) بناء المدينة الترفيهية المزمع انشاؤها، التي ككرة النار كل طرف يدفعها نحو الاخر، فالشركة التي دشنت اعمالها منذ ثمانينات القرن الماضي بقيادة رجل الاعلام والاناقة والجمال، ورجل الابداع والافكار الخلاقة، الراحل محمد ناصر السنعوسي، يرحمه الله، بدءًا من شاليهات الخيران، وانتهاء بالواجهة البحرية، واخيراً سلسلة المطاعم التي نصبت على الواجهة، والتي شكلت كعقد "لؤلؤ" في دولة، كلما حاول المحبون والمخلصون تحقيق انجاز جميل، قفز الدخلاء والحاقدون، والحاسدون والفاسدون لتكسير مجاديفهم وتكسير قلوبهم.
انها ديرة الحاسدين والكارهين للجمال والفرح، والكارهين حتى انفسهم، والباغضين على الدنيا وجمال خلق الله. اقول الشركة التي منذ خمسين عاماً، او اكثر، نامت على منجزات راحلين، هل ثمة امل ان تتحرك ضمائرهم ويهبوا وقد شمروا عن سواعدهم الى انجاز المدينة الترفيهية المأمولة، والتي ينتظرها اطفال وشباب الكويت بحسرة، لعلها تعوض سنوات العجاف والحرمان؟
جارتنا الشقيقة الكبرى بقيادة رجلها الشاب والمقدام محمد بن سلمان، تأمل ان يصل عدد زوارها من السياح 100 مليون زائر، وهذا الرقم لن يكون كبيراً في ظل عزائم الرجال، وتكاتف المخلصين، فاذا رأينا في بضع سنين ما حققته السعودية، فان غيرها حققته بعقود طويلة.
هنا نرى، في بلاد الواق واق، بلاد المحرومين والمدفونين في العيب والحرام. بلاد تعيش نقائض الدنيا، فالفاسد يدعي التدين ويبدأ كلامه باسم الله، وفي قلبه يتمنى لو يستولي على اموال البنك المركزي.
اقول في بلاد "هذي الكويت"، وعود الحكومة ما اكثرها، لكن على ارض الواقع ما اقلها، فالمواطن سمع منذ سنوات طويلة عن بدائل للمرحومة المدينة الترفيهية، التي كانت الواجهة الترفيهية، والتسلية الوحيدة في بلاد كريمة على الغير، شحيحة على اهلها، لذلك قلما صدّق المواطن وعود الحكومة.
المهم الحكومة حاليا يبدو انها قد اظهرت شيئاً من الحماسة والجدية والمصداقية، التي ارجو الا تخيب ظننا هذه المرة، فتتراجع عن وعودها لذرائع قد لا تكون هي اصل الاسباب.
المدينة الترفيهية الموعودة التي من المؤكد سيتم انجازها بعد عمر طويل، وربما قبل قيام الساعة بدقائق، يعني لن يستفيد منها الا احفاد احفادنا المئة بعد المليون، اي بعد عمر طويل!
ادوات الترفيه والتسلية والترويح لئن كانت من اولى مسؤوليات الحكومات وتوفيرها لشعوبها، بمقولة النفس تكل روحوا عن انفسكم. لكن يبقى ان واجبات الحكومة اكبر من بناء مرفق ترفيهي، باعتباره وسيلة من وسائل الاستثمار، بمعنى تجارة كأي نوع من انواع التجارة، لذا كان يجدر بالحكومة سحب يدها من انشطة يصح للقطاع الخاص القيام بها، و بنجاح اكبر، شركة المشروعات السياحية تبقى فاشلة، طالما بقيت شركة حكومية. لذا ينبغي ان تتحرر من عبودية الحكومة، وايلاء مسؤوليتها للقطاع الخاص، كشركة مساهمة عامة، فالقطاع الخاص الكويتي اثبت انه من انجح القطاعات في المنطقة، واثبت جدارته في الكثير من المجالات الاستثمارية والتجارية، اما الحكومة فينبغي ان تتفرغ للامور الاهم.
نحن نعتبر دولة متخلفة بالمقارنة مع نظيراتها.

صحافي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار