* حمادة: المرأة مازالت تصوِّت حسب رأي زوجها وفق قناعة أن الرجل أنسب * البارون: شعور بعض النساء بالنقص يمنعهن من التصويت للمرشحات تحقيق ـ ناجح بلال:لاتزال تعاني المرأة الكويتية من الإخفاق المتواصل في كسر الحواجز والقيود التي تحول دون تمثيلها بشكل عادل في الحياة البرلمانية، ورغم خوض 33 مرشحة لانتخابات "أمة 2020"، المقرر أجارؤها غداً "السبت" إلا أن إمكانية تحقيق اختراقات نسائية مثلما حدث في برلمان 2009 الذي شهد دخول 4 عضوات، بات أمراً بعيد المنال.ويلقي عدد من الخبراء والمختصين في تحقيق أجرته "السياسة" بالمسؤولية على المرأة نفسها التي قد تدفعها الغيرة تارة وعدم الثقة في المرشحات تارة أخرى، والخنوع لسيطرة المجتمع الذكوري تارة ثالثة، إلى عدم التصويت للمرأة، أي أن المرأة أصبحت عدو نفسها الأول في الانتخابات، وليس أدل على ذلك من أن عدد الناخبات يفوق عدد الناخبين، ورغم ذلك تراجع تمثيلها داخل البرلمان حيث فازت 3 مرشحات في انتخابات 2012 ثم اثنتان فقط في انتخابات 2013 التي كانت أول انتخابات تعقد وفق نظام الصوت الواحد، وفي انتخابات 2016 فازت مرشحة واحدة.وفيما يلي التفاصيل:ترى المحامية والناشطة أريج حمادة أن حظوظ المرشحات في الفوز ضئيل للغاية حيث تعزف الكثير من الناخبات عن التصويت للمرشحات مستشهدة على ذلك بتفوق عدد الناخبات عن عدد الناخبين و مع ذلك نجد غالبية النواب في مجلس الامة في كل مرة من الرجال. وذكرت حمادة بأن من أسباب عزوف الناخبات عن التصويت للمرشحات عديدة أهمها الموروث الاجتماعي فلازالت نظرة المجتمع الذكوري في الحياة السياسية هي المسيطرة و لازالت القناعة موجودة بأن الرجل هو الأنسب في المجال السياسي وهو الأقوى. وتابعت حمادة، هناك عدد كبير من الناخبات تصويتهن يتم بناء على رغبة الرجل سواء الاب او الاخ او الزوج و اقرب مثال انتخابات الفرعيات لأبناء القبائل فالمرأة لم تشارك في التصويت ومع ذلك ملتزمة باختيار الرجل بل حتى التكتلات السياسية لا تشارك المرأة في تزكية مرشحيها ومع ذلك هي ملتزمة بالتصويت لهم.وأضافت، أن من الاسباب ايضاً أن المرشحات لم يقدمن مايثبت قدرتهن على احداث التغيير داخل المجلس من الناحية العملية، فضلا عن أن الاداء الضعيف للمرأة في مجلس ٢٠١٦ وهذا سيكون له تأثير على سلبي على حظوظ المرشحات.ويقول أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د.خضر البارون: إن المرأة بطبيعتها تغير من المرأة ولذا لاتمنحها صوتها في الانتخابات البرلمانية وهذه طبيعة موجود في معظم النساء من ناحية نفسية، لذا نجد بعض النساء يغرن من المرأة المرشحة والغيرة هنا منبعها أن بعض النساء يشعرن بالنقص في شخصيتهن وهؤلاء لايمنحن اصواتهن للمرأة المرشحة حتى لاتكون غيرها من النساء بارزة عليها في الشهرة والنجاح بشكل عام. ويبين د.البارون، أن بعض النساء أيضا لاتعطي صوتها للمرأة ليس بسبب الغيرة بل لظنهن أن المرأة لا تستطيع ان تنافس الرجال في المجلس حيث يعتقدن أن هذا المعترك السياسي للرجال فقط، وهناك نساء يرين أن الوعود التي تطلقها المرأة المرشحة في الانتخابات عبارة عن شعارات انتخابية تتخذها المرشحة للوصول على أكتافهن، ومع هذا يجب على المرأة أن تثق في المرأة وأن تمنحها صوتها لأن هناك قضايا من نوع خاص تمس النساء لاتشعر به سوى المرأة مثلها. ومن جانبه يرى استاذ علم النفس د. احمد سلامة، أن الغيرة أمر فطري انساني للجنسين وهي شعور سلبي يدخل في نفس الفرد عندما يرى افضلية غيره عليه وتميزه وابداعه والغيرة منتشرة في النساء اكثر من الرجال في كل دول العالم ولكنها تزيد في المجتمعات العربية والدول الأقل نمواً. وبين د. سلامة، أن غيرة المرأة تجاه المرأة باعثها الحسد والحقد من المرأة المتفوقة أو التي وهبها الله الجمال أو المستوى الاجتماعي والشهادة العلمية ومستوى الوظيفة الرفيعة ولهذا تغير المرأة عندما ترى امرأة مثلها رشحت نفسها في الانتخابات البرلمانية وتحجب عنها صوتها حتى لاتمكنها من الوصول إلى البرلمان أو في أي انتخابات اخرى ولكن هذه القاعدة ليست عامة لأن هناك نساء يثقن في انفسهن وعلى درجة عالية من الثقافة والوعي ويمنحن اصواتهن للأقدر سواء للمرأة أو الرجل وفي كل الاحوال فوصول عدد لابأس به من النساء في مجلس الامة الكويتي سيكون اضافة رائعة لأن المرأة تشعر بهموم المرأة أكثر من الرجل.