الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
17°C
تحقيق - ناجح بلال:أعرب عدد من الفعاليات والمسؤولين السابقين عن ارتياحهم لاتجاه الحكومة نحو تطبيق مبادرتي المراجع الخفي والمبلغ السري، معتبرين أن هذا الأمر سيطور من أداء العمل الوظيفي وسيقضي على تكاسل فئة من الموظفين وسيدفع نحو الإنجاز. وقالوا في تحقيق خاص لـ "السياسة" إن الكويت في العهد الإصلاحي الجديد تتجه لمزيد من التطور في الأداء الحكومي حتى تعود البلاد درة الخليج كما كانت، مشددين على أهمية مكافأة الموظف المجد والمجتهد في عمله ومحاسبة المقصر.بداية قال رئيس اللجنة التطوعية لأهالي منطقة صباح الأحمد تركي العصيمي إن تطبيق فكرة المراجع الخفي ستقضي على اهمال بعض الموظفين الكسالى، وسوف تخفف من معاناة المراجعين في بعض المؤسسات الحكومية التي تشهد طوابير من المواطنين والوافدين.وأضاف العصيمي: لا شك أن هناك فئة من الموظفين يباشرون أعمالهم دون حماسة ورغبه، وهذا ما يسبب الضيق للمراجعين، فضلا عن وجود فئة لا يجلسون على مكاتبهم لإنهاء المعاملات، لكن مع وجود المراجع الخفي أو المبلغ السري فإن هذا الأمر سيجعل الموظف غير الأمين يمارس عمله بدقة وحسن تعامل مع الجمهور خوفا من أن يكون بين المراجعين مراجع خفي.المواطن ناصر المطيري اعتبر أن بداية الإصلاح الحكومي كانت من خلال مطالبة رئيس الحكومة لقيادات الوزارات بفتح الأبواب للمراجعين، لافتا إلى أن الاتجاه الأخير لتطبيق المراجع والمبلغ سترفع من إنتاجية الموظف الحكومي المقصر.ورأى المطيري إن مبادرة المراجع الخفي يجب أن تتم تحت عباءة جهاز متابعة الأداء الحكومي تمشيا مع الاختصاصات والصلاحيات الواردة في مرسوم إنشاء هذا الجهاز، منوها بتجربة دولة قطر التي طبقت فكرة المتسوق السري في منتصف العام الجاري. كما رأى المطيري إمكانية الاستعانة بالمتقاعدين في تنفيذ الفكرة بنجاح، معتبراً أن المراجع الخفي عندما يتقمص دور المراجع العادي سيلمس عن قرب الثغرات ويكشف إنتاجية الموظف الحقيقية في الجهات الحكومية، وسيمكنه هذا الأمر من التعرف على أوجه الخلل التي تواجه المراجع، كما أن وجود هذا المراجع ستجعل قيادات العمل في أي وزارة تتابع الموظفين الذين يتعاملون مباشرة مع المراجعين، حيث أن أي تقصير من الموظفين ستكون تبعاته أيضا على رؤساء الأقسام. ومن جانبه أكد وزير النفط السابق علي البغلي أن الفكرة ممتازة، وسوف تقضـــــــي على التسيب الوظيفي الموجـــود في معظم قطاعات الدولة الخدمية حيث يظهـــــــر الكثير من الموظفين بلا مبالاة يتسامرون ومنهم من يشغل نفسه بالهاتف ويترك المراجعين في طوابير دون أن يتحرك لإنجاز معاملات المواطن والمقيم. وبين البغلي أن تلك الخطوة الجيدة ستساهم في الإصلاح الوظيفي، خاصة وأن الفئة العظمى من المراجعين بشكل عام يعانون من إهمال الموظفين، وبعضهم يتفنن في طلب أشياء لأجل عرقلة المعاملة مؤكدا في المقابل أنه مع تمرير المعاملات القانونية فقط دون غيرها مشيرا إلى أن ما دفع القيادة لطرح تلك المبادرات للإصلاح الوظيفي وجود فئة لا يستهان بها من الموظفين الكسالى الذين فقدوا الرغبة في أداء أعمالهم على أكمل وجه، خاصة في صالات تخليص المعاملات أو في المستشفيات. واقترح ضرورة أن يكون هناك مكان في كل مؤسسة خدمية لترك الهواتف النقالة التابعــــــــة للموظفين بحيث تأخذ منهــــــم في بداية الدوام كما يحدث في بعض البلدان المتقدمة، قائلا إن القانون لا يجرم وجود فكــــــــرة المراجع الخفي أو المبلغ السري حيث لا يوجد نص قانوني يمنع ذلك، موضحا أن هذا الأمر سيتم وفق القانون الذي يضمن سير العمل دون إبطاء أو تكاسل من الموظفين.
بدر الحمادي