الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

المرجفون بالأرض

Time
السبت 28 يوليو 2018
View
5
السياسة
طلال السعيدالمرجف هو الذي يشيع الاخبار السيئة بين الناس من دون دليل، ونحن نتكلم هنا عن الظاهرة الكونية التي مرت علينا بالامس (خسوف القمر) وتلك آية من آيات الله سبحانه وتعالى يُبين فيها الخالق لخلقه قدرته لعلهم يرجعون الى ربهم ويستغفرون عن ذنوبهم. وقد مر بِنَا أطول خسوف للقمر في هذا القرن وهرع الناس للمساجد يصلون للواحد القهار الذي خلق كل شيء وقدّره على سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،الذي كان اذا حدث الخسوف كان مفزعه الى الصلاة حتى ينجلي. هذا باختصار شديد ما ورد عن السلف الصالح، وسارت عليه الناس الى يومنا هذا،أما المرجفون فهم الذين يخرجون علينا بتصريحات ما انزل الله بها من سلطان، بل يتطاولون على علم الغيب ويتحدثون عن غيبيات لايعلمها الا الله سبحانه،كالذي يتحدث عن الزلالزل والفياضانات والبراكين وغيرها ويربطها من دون دليل أو علم شرعي بخسوف القمر، وكأنه يعلم الغيب. والمشكلة ليست في هذا المرجف وأمثاله وهم كثر فقد تعودنا على نبوءاتهم وارجافهم مع دخول كل سنة ميلادية جديدة، وكلها كذب ودجل حتى وان صادف وصدقت احداها فقد كذب المنجمون ولو صدقوا، ولكن الجديد هذه المرة ربط نبوءاتهم، او إرجافهم لا فرق، بخسوف القمرعلى اعتبار انه موسمهم، فإن تحققت نبوءة فكان وبها، وان لم تتحقق فالناس تنسى! والمشكلة ليست بهؤلاء،ولكن المشكلة الحقيقية بمن ينقل عنهم تنبوءاتهم ليقنع الناس بها من واقع قناعته الشخصية بها، والادهى والامر ضعيف الإيمان الذي يصدقهم، او ياخذ كلامهم على محمل الجد او كحقيقة مطلقة وينشر أحاديثهم في الصحف او في وسائل التواصل الاجتماعي، فيحدث بين الناس بلبلة وضَجَّة بدلا من التذكير بقدرة الخالق عز وجل، والحث على التوبة والاستغفار وضرورة العودة الى الله عز وجل بعد رؤية قدرته، والفزع الى الصلاة كما كان يعمل السلف الصالح، فقد أصبح البعض يأخذ كلام المرجفين كأمر مسلم به، فيتعب نفسه في نشر مثل ذلك الكلام الذي لايمت للواقع بصلة، ولا اعرف ما فائدة من ينشر مثل ذلك الكلام بين الناس، وهو لو توقف قليلا ورجع الى نفسه لوجد ان علم الغيب بيد الخالق عز وجل، ومع ذلك يساهم بنشر مثل تلك الخزعبلات التي يحلف بعضهم انها سوف تحدث بعد الخسوف وهو لا يستطيع ان يجيب عن سؤال واحد: كيف علمت ذلك او هل تملك مفاتيح الغيب الخمسة التي لايعلمها الا الله سبحانه، وهي: لا يعلم ما تغيض به الأرحام الا الله، ولايعلم مافي الغد الا الله ،ولايعلم متى يأتي المطر الا الله، ولا تدري نفس باي ارض تموت، ولا يعلم أحد متى تقوم الساعة الاّ الله، فهل يحق لنا بعد ذلك ان نصدق اصحاب النبوءات؟ زين.
آخر الأخبار