* المشهد الثقافي بدا خاوياً وهناك فراغ فكري ستغذيه الأفكار المتطرفة والتيارات المؤدلجة* إلغاء معرض الكتاب ضربة قاصمة لجمهور المثقفين والمطبوعات لم تعد تصدر بانتظامكتب ـ المحرر الثقافي:وجه مدير ادارة النشر في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب عبدالعزيز المرزوق، عبر" السياسة"، استغاثة الى وزير الاعلام والثقافة رئيس المجلس الوطني للفنون والاداب عبدالرحمن المطيري" لانقاذ القطاع الثقافي في الكويت واستئناف اصدارات المجلس المعطلة التي تعد واجهة البلاد الثقافية".وقال المرزوق في حديث الى "السياسة" إن:"المشهد الثقافي في البلاد بدا خاويا، ويبدو ان الثقافة الكويتية تنتحر، بعدما اخفق "المجلس الوطني" في دوره الاساسي الذي انشيء من اجله، وهو رعاية الثقافة في الكويت ما ادى الى فراغ فكري في المجتمع، واعتقد ان هذا الفراغ سيتم ملؤه بالافكار المتطرفة والتيارات المؤدجلة فكريا، وهو ما يمثل خطرا على المجتمع لجهة انحراف الوعي الاجتماعي، وهذا ما نعيشه حاليا".وشدد على ضرورة " دور المجلس الثقافي المحوري في المجتمع لتقديم الفهم الصحيح للمفاهيم الثقافية وتنمية الثقافة المجتمعية"، مبينا" أن الثقافة لا بد أن تكون رافدا اساسيا في التنمية الوطنية وتشكيل الوعي الاجتماعي".وقال:" أن الخطر الأكبر يتجلى عندما يتخلى "المجلس الوطني" عن دوره الاساسي في المساهمة بتشكيل الوعي الثقافي والفكري في المجتمع".اضاف:" قدمت الكثير من الرؤى للامين العام المساعد لقطاع الثقافة عيسى الانصاري، لا سيما ضرورة تحويل المكتبات العامة إلى مراكز ثقافية اجتماعية، وقدمت كذلك تصورا كاملا لدعم المشروع الثقافي المحلي، وضرورة وجود هذه المراكز في المناطق السكنية للمساهمة في نشر الثقافة، لكن السؤال: أين هذه التصورات والرؤى اعتقد انها حبيسة الادراج"؟وأوضح أن" بدايات اشكاليات الشأن الثقافي عندما قرر رئيس قطاع الثقافة تأجيل مشاركة الكويت كعاصمة للثقافة العربية لسنوات مقبلة مع أن المشاركة لا تتكرر إلا كل بضعة سنوات ،والكل يعلم كيف كانت اضاءات الكويت عام 2001 عندما كانت عاصمة للثقافة العربية، لكن هذه المرة، ربما تأثرت بجائحة "كورونا"، واتخذها ذريعة لعدم تنظيم هذا الحدث الثقافي الكبير، وتلك كانت الضربة الأولى للثقافة في البلاد".اضاف:" لم يكن لدى القطاع خطة ثقافية وفق طلب الـ"يونسكو" للبدء بتنظيم هذه الفعالية الدولية الكبيرة، لكن على مبدأ تكون في ايدك وتقسم لغيرك".وقال:" ثم جاءت الضربة الثانية التي تمثلت في اشكالية معرض الكتاب إذ تؤكد المعطيات الغاء اهم حدث ثقافي، كويتي عربي، وتطورت بعد ذلك الأحداث ليصبح المشهد الثقافي خاويا، ومن ثم بحثنا عن ابداعات المطبوعات الثقافية التي لم تتوقف اصداراتها، سوى مرة واحدة خلال عقود من الزمن، اي في فترة الغزو العراقي".وأكد" أن ما زاد الوضع تعقيدا في إدارة النشر تعطل المكيفات لأكثر من ستة أشهر، حاولنا خلالها إصلاح الوضع من خلال المراسلات والكتب والاستغاثات، لكن صلاحياتنا محدودة، ولا تزال المكيفات معطلة حتى الآن في ظل عدم وجود عقود للصيانة"، متسائلا:" لماذا لم تنقل الادارة إلى مكان آخر موقتا لحين إصلاح المكيفات"؟وقال المرزوق:" تفاءلنا خيرا باجتماع رئيس القطاع مع الناشرين على اعتبار انه بالامكان اقامة معرض هذا العام استجابة لطلب الجمهور ويمكن الاستعانة بالناشرين المحليين على سبيل المثال، لكن الخبر الصادم الذي نشره المجلس يشير الى أن رئيس القطاع يناقش امكانية اقامة المعرض عام 2022 في تعنت غير مبرر لعدم إقامة المعرض واللحاق بركب المعارض العربية".وتابع: "إن اصدارات المجلس احدى الوجهات الثقافية للكويت التي تسافر عبر البحار الى عيون القراء والباحثين ولكن جاءت الصدمة الكبرى المتمثلة في أن المطبوعات لم تعد تصدر بانتظام وان العالم لا يزال ينتظر أعداد أكتوبر".وأشار إلى أن" المشكلات بدأت في ادارة النشر في عهد رئيس القطاع منذ أن احتجبت جريدة "الفنون"، والغاءها نهائيا، من دون أن يكلف نفسه شرح المبررات لجمهورها، مع العلم أن الجريدة بدأت الصدور منذ عام 2001".وأكد" أن الطامة الكبرى تكمن في تقنين اعداد المطبوعات الاساسية التي تذهب الى خارج الكويت، وهي احد الروافد الثقافية الكويتية لعالمنا العربي، والجميع يعرف أن الاسهامات التي تركتها هذه المطبوعات من "عالم الفكر" و"عالم المعرفة" و"الثقافية العالمية" و"سلسلة المسرح العالمي"، لها تأثير كبير، عربيا واقليميا، ولكن عندما نتلقى الامر بضرورة تقليل الاعداد فاعتقد أنها ضربة موجعة بحجة الميزانية وغير مدروسة للثقافة عموما".ورأى" أن هناك فشلا تاما في ادارة الشأن الثقافي نستطيع أن نطلق عليه عدم اكتراث بالعواقب التي تتركها هذه التصرفات التي تساهم في تراجع المشهد الثقافي".وأِشار إلى أن "ما يزيد الاستغراب انه في الوقت الذي ألغي معرض الكتاب دون اكتراث بالقطاع الكبير من جمهور المثقفين نجد أن المعارض الكبرى للكتاب تقام في مواعيدها في عالمنا العربي، مع زخم رائع من عشاق الثقافة ونحن فقط نسارع في الالغاء أو التأجيل مع عدم وجود تنبؤ ستراتيجيي لمواكبة التطورات الثقافية حولنا".وذكر" أن ثمة مكاتبات حول ضرورة الاسراع في الاصدارات الدورية، لا سيما أننا لا نعرف السبب في التعطيل غير المبرر". اضاف:" أعطيت موظفي مكتبي لانجاز مجلة "عالم الفكر"، وطالبت كثيرا بإيجاد بدائل للموظفين لاستمرارية العمل واصدارها (عالم المعرفة) وغيرها من المطبوعات، لكن لا حياة لمن تنادي".

عالم المعرفة

سلسلة المسرح العالمي

عالم الفكر