"المرور" ومافيا التموين

طلال السعيد

سنوات طويلة ونحن نحذر من "مافيا التموين"، ولا حياة لمن تنادي، ولا هيبة للدولة.
نصرخ باعلى صوت ولا مجيب، اما الان فقط استوعبوا ان هناك مافيات تسرق التموين، وتعيد بيعه باسعار مضاعفة، ليس فقط عن طريق التسول عند فروع التموين، او الشراء من المستفيدين، بل بالاتفاق مع موظفي التموين الوافدين لشراء كلما زاد عن حاجة المستفيد، فيتم شراؤه من موظف التموين بسعر اعلى، ويعاد بيعه، وفي النهاية يصل الى التاجر الكبير، او رئيس المافيا الذي يحرص على تصديره الى خارج البلاد!
تلك الكميات التي تم، ويتم، ضبطها ليست نتيجة تلاعب في فرع واحد من فروع التموين، بل كلها الا من رحم ربي منها، على الطريقة نفسها، فهناك شبكة متكاملة تسيطر على كل فروع التموين في الكويت من جنسية واحدة، ولو تمت سرقة كيلوغرام واحد من كل مواطن من الرز لاصبحت المحصلة نحو مليون كيلوغرام...وعليك الحساب!
الغريب في الامر ان الحكومة الرشيدة فكرت اكثر من مرة بالغاء التموين، بعد ان عجزت عن القضاء على "مافيا التموين"، يعني هي تأخذ المحتاج من الشعب الكويتي بذنب حرامية التموين، الذين عجزت عنهم الحكومة، ونحن نعلم علم اليقين ان ليس هناك نقص في الامكانيات البشرية والفنية، لكن هناك تكاسل من بعض الجهات المسؤولة بتطبيق القانون، فهم يرون كما نرى نحن سماسرة التموين، نساء ورجالا، يفترشون الارض امام فروع التموين من دون خوف ولاحياء.
تارة على شكل تسول واخرى على شكل سمسار يساومك على تموينك او على الاغراض التي لا تحتاجها، وثالثة "يتفاهم" مع موظف التموين الذي وصلت به الجرأة الى فتح الفرع قبيل الفجر لبيع التموين على السماسرة، وقد سجلت قضية بذلك ببلاغ من مواطن حريص.
كل هذا على عين الجهات المسؤولة، وهي لا تحرك ساكنا، وكأن الامر لايعنيها، فيما الحل اسهل مما يتصور البعض، الحل بتكويت فروع التموين، وتشديد القبضة الامنية فقط !
بالمناسبة هناك هدية للادارة العامة للمرور، التي هي مع الاسف الشديد اخر من يتحرك، واخر من يعلم، فهناك سيارات تتجول في كل مكان من دون ارقام، وتمر على دورياتكم، ولا تكترث، ولا يتم ضبطها، والمهم ان الخوف ليس من هواة "التشفيط" المزعجين الذين يخفون ارقام سياراتهم، ولكن الخوف من جرائم اكبر قد تمس امن الدولة بسيارات من دون ارقام...زين.