الثلاثاء 20 مايو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

المزوّر المصري!

Time
السبت 25 يوليو 2020
View
5
السياسة
طلال السعيد

تم اكتشاف نحو 600 شهادة مزورة صادرة من الجامعات المصرية، مابين دكتوراه وماجستير وبكالوريوس، تصل قيمة الرشاوى المدفوعة للحصول على تلك الشهادات الى نحو عشرة ملايين دينار، ونحن نصب جام غضبنا على المزوّر المصري الذي ألقي القبض عليه، وتم جلبه من بلده عن طريق الانتربول، وجار التحقيق معه للكشف عن بقية المزورين والمزورات، ولعل اخرهم تربوية، او مربية اجيال، تحمل شهادة ماجستير باللغة العربية مزورة!
المصري نصاب مزوّر، قل عنه ما تشاء، لكن ماذا عن الـ 600مزوّر كويتي، هل هم الاشراف الذين ضحك عليهم المصري، ام نبحث لهم عن عذر كأن نقول مثلا: قص عليهم الشيطان؟
فالمزور المصري لم يذهب اليهم، بل هم من ذهبوا اليه، ولم يبحث عنهم، هم من بحثوا عنه، ولو لم يجد عندنا التربة الخصبة لما ازدهرت تجارته، ووصل حجم تداوله الى ملايين الدنانير!
المشكلة ليست في هذا المصري المزور، المشكلة فينا نحن الذين نبحث عن اسهل الحلول، واقصر الطرق، ولم نعد نسأل عن الحلال والحرام، فما الذي يحلل على مزور الشهادة الراتب، وكيف سيقابل خالقه حافيا عاريا، وما الذي سوف يقوله للرب عز وجل؟ كل هذه الاسئلة سوف تكون مغلظة وسوف تحتاج الى اجابات!
المؤسف حقا ان البعض منا اصبح لا يخاف الله في نفسه، ولا يخاف الله في وطنه، ولا يخاف الله في ماله، فحين يضع حرف"د" امام اسمه يشعر أنه حقق انجاز عمره، وليس مهما من اين جاء به، او كيف وصل اليه.
قبل ان نلوم المصري المزور لماذا لا نلوم انفسنا، فالذي يشتري الشهادة يبيع وطنا ولا يقل خطرا عن البائع، بل هو الخطر نفسه، لكننا، مع الاسف، اصبحنا لا نشهد بالحق، نطالب بتوقيع اقصى العقوبة على من زوّر الشهادات، ونتجاهل المستفيدين منها الذين لولاهم لما عرفنا هذا المزوّر وغيره، ولو كان الامر بيدي لبرأت المزور بعد ان يعطيني كل البيانات، وطبقت أقصى العقوبات على اصحاب الشهادات المزورة...زين.

[email protected]
آخر الأخبار