منوعات
"المسألة الثقافية في الجزائر"... دراسة نقدية لإشكاليات الثورة والنخب والهوية
السبت 18 سبتمبر 2021
5
السياسة
صدر عن "سلسلة قضايا" في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب المسألة الثقافية في الجزائر: "النخب، الهوية، اللغة... دراسة تاريخية نقدية" يستعرض فيه مؤلفه ناصر الدين سعيدوني جوهر المسألة الثقافيّة الجزائريّة وجذورَها ونشأتَها وتطورَها ومآلاتها وآفاقَها بنظرةٍ شاملة تجديدية تتجاوز الأفكارَ والصور النمطيّة والأحكامَ المتسرعة القطعيّة النابعة من مواقف أيديولوجية.يتألف الكتاب من 664 صفحة من القطع المتوسط، وأحد عشر فصلًا موزعة على ثلاثة أقسام، وفي تمهيده للكتاب، "المسألة الثقافية في الجزائر - المنهج والإشكالية"، يتناول المؤلف منهجية البحث ونوعية الدراسة وحيزَيها الزماني والمكاني، ويقدم نظرة عن الكتابات حول المسألة الثقافية في الجزائر، من العرض التقريري إلى تجديد المقاربات، وينتهي بالمفاهيم والمصطلحات والتعابير المحددة للمسألة الثقافية في الجزائر.إحياء ونخب تقليدية واندماجيةيقع القسم الأول، "من صدمة الاستعمار إلى ثورة التحرير: محاولات الإحياء وبذور الصراع الثقافي"، في ثلاثة فصول، في الفصل الأول، "الاستعمار الفرنسي وحركة الإحياء الجزائرية - النخب التقليدية والاندماجية"، يعالج سعيدوني السياسات الاستعمارية وأثرها في المجتمع وثقافته، ومشروع إلغاء الوجود التاريخي والثقافي "الأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا الاستعماريتان" وبوادر التيقّظ والإحياء، وحركة الإحياء في نسختيها التقليدية والاندماجية. ويلاحِظ المهتم بتاريخ الحركة الوطنية الجزائرية أن الدراسات التي اهتمت بتشكّل الوعي الجزائري الحديث، ركزت على هذه الجماعة الاندماجية، "واعتبرت أن أعضاءها يمثّلون طلائع حركة الشبان الجزائريين.تيارات وثورة... وثورة مضادةيعرض سعيدوني في الفصل الثاني، "الحركة الوطنية الجزائرية: التيارات السياسية الجزائرية المؤسِّسة للمسألة الثقافية"، والوضع الثقافي في الجزائر قبل الثورة والاستقلال، "بالرجوع إلى توجّهات وبرامج التيارات السياسية المكوّنة للحركة الوطنية الجزائرية التي يمكننا التعرف من خلال مواقفها المختلفة إلى تناقضات المشهد الثقافي الجزائري التي أسست للانشطار والتصادم اللذين لا يزالان يطبعان النخب الثقافية الجزائرية من حيث تصوراتها ومنظورها الأيديولوجي إلى اليوم"، متناولًا التوجّه التحرري الإصلاحي والاستقلالي، والتوجّه الاندماجي الليبرالي والشيوعي.ويتناول في الفصل الثالث، "الثورة التحريرية وإشكالية الثورة والثورة المضادة"، الثورة الجزائرية من حيث العوامل والظروف، ثم مفهوم الثورة المضادة وأسس هذه الثورة المضادة في أثناء الثورة الجزائرية.يكتب سعيدوني: "انطفأت شعلة الثورة التي كانت كلمة الجهـــــــاد والشهادة فيها أساس وعي الفرد ومنطلق تجنيده للكفاح، فلم يُستكمل مشروعها، ولم تتحقق طموحاتها في الواقع الملموس، بل بدت بفعل الثورة المضادة عاجزة عن الوصول إلى الهدف المنشود الذي قامت من أجله، بعد أن حُيّدت قوى الشعب الحيّة، لتفسح في المجال أمام التنافس على السلطة والتكالب على المكاسب".ويتضمن القسم الثاني، "المشهد الثقافي الجزائري ومعضلة التكامل والاندماج الثقافي - بناء الدولة بين التناقضات الفكرية والاختلافات الأيديولوجية"، خمسة فصول يتناول المؤلف في الفصل الرابع، "منظومة الحكم والشأن الثقافي وبناء الدولة"، وعهود الرؤساء أحمد بن بلّة وهواري بومدين والشاذلي بن جديد، وفترات حكم محمد بوضياف وعلي كافي واليامين زروال، ثم عهد عبد العزيز بوتفليقة، مركزًا من خلال تناول نظام الحكم في الجزائر وسياسة الحكام الذين تولّوا السلطة على مسألة التعريب وما يتصل بها من إجراءات وتنظيمات ومواقف وقرارات أثّرت في الفضاء الثقافي، ويعالج في الفصل الخامس، "الفضاء الثقافي الجزائري ودور النخب في صوغه وتفعيله"، فيما يعالج الفصل السادس، "عروبة الجزائر من خلال عملية الاستعراب وآفاقه".