أحمد الدواسمن المعروف ان الرياح الشمالية الغربية تهب على الكويت معظم أيام السنة، وهذه الرياح تعبر صحراء كبرى تمتد مئات الكيلومترات، هي صحراء بادية الشام والعراق، لتصلنا حارة للغاية وجافة.لكن لو تمت زراعة شمال وشمال غرب الكويت بما يزيد على مليون نخلة، مثلاً، مع توفير المياه لهذه الأراضي، بأي طريقة، تخطر على البال، فان الأشجار سوف تُخفض لهيب حرارة الرياح الشمالية، أثناء عبورها الكويت صيفا.لنطلب من الصين أن تبني لنا سداً من الأشجار شمال الكويت، فهي لها شهرة ببناء السدود الدفاعية، فقد أنشأت أكبر مشروع للأشجار في العالم، وُسمّي "أشجار السد الأخضر العظيم" للتخلص من مشكلة التصحر، إذ ربع أراضيها صحراء.فمنذ سنة 1978 استطاع الصينيون زرع 66 مليار شجرة، ومن المقرر ان ينتهي المشروع هذا في سنة 2050، على امتداد أرض بطول 4500 كيلومتر في شمال الصين، ويغطي مساحة 405 ملايين هكتار.في سنة 1966 كان عمري 16 سنة، وكنت أحب المواد العلمية، كالتصوير الفوتوغرافي، وكنت أشتري من "محل أشرف" في شارع فهد السالم مسحوقا كيماوياً لتحميض الفيلم الأبيض والأسود، وطباعة الصور بجهاز خاص، وهي فكرة بسيطة. وكانت لي هواية أخرى وهي الأرصاد الجوية، فلفتت انتباهي فكرة المطر الاصطناعي، وهو أسلوب بسيط للغاية، باستخدام دخان النار، ونسميه في الكويت "سنون"، وهو الدخان الناتج عن حرق الفحم أو الخشب، خذ منه كمية ما بأي طريقة كانت، واركب طائرة بمروحة أو اثنتين، وانطلق في جو السماء بارتفاع نحو خمسة كيلومترات أو أكثر قليلا، ثم انثر المسحوق في الجو(جناح الطائرة ينفث المسحوق)، وانتظر قليلا سيظهر دخان ثم تتشكل الغيوم فيما بعد، لأن المادة الكيماوية الموجودة في "السنون" مكونة من ذرات دقيقة تتفاعل مع غاز السماء فوق البلد، ما يشكل السحب، ثم المطر.وقد استعملت بعض الدول هذه الطريقة، فإن لم يهطل المطر، فعلى الأقل تحجب السحب أشعة الشمس، ما يخفف من درجة الحرارة العالية.لوسألتني لقلت: ان في ذهني طريقة أخرى للحصول على الماء من الجو لنسقي به الزرع، لكن ما الفائدة والدولة لا تشجع المخترعين؟والآن ما رأي الحكومة بما ذكرناه، التشجير والمطر الاصطناعي، ربما تنفعنا هذه الفكرة لكي نخفض حرارة الطقس في الكويت، ونزيد أرضنا مساحة خضراء؟سفير كويتي سابق
[email protected]