المعضلة واضحة

سعود السمكة

نروح يمين، نروح شمال، لا حل للمعضلة التي تقف سدا بيننا وبين الاستقرار والامان، والتنمية الاقتصادية المستدامة إلا الحزم والحسم، لأن الأمر لم يعد من الامور السهلة التي يغض المرء الطرف عنها، باعتبارها ظاهرة موقتة عابرة وتنتهي، بل هي معضلة جامدة تحتاج الى سخونة تذيبها، وهذه السخونة تتمثل برفع عصا الهيبة، وووضع الطيبة والتريث على جنب، لأن المعضلة بلا أخلاق، ولا تقدر الكرم والمعروف، وبالتالي لا تنفع معها الطيبة والإحسان، و"عفا الله عما سلف".
بل هي معضلة جاءت على ظهر مبدأ "تمسكن حتى تتمكن"، وهذا النوع من المعضلات لا ينفع معه إلا المواجهة بقوة القانون، مسنودة بهيبة الدولة ومادية العقاب الشديد، التي ظهرها الحكم وحزامها شعب الكويت الصافي الوفي القادم من ظهور القامات التي أسست جذور هذا الوطن، سنة وشيعة وقبائل أصيلة.
إننا نفخر ونتباهى بنظامنا الديمقراطي، الذي قامت على أساساته وقواعده كويت "عروس الخليج"، حيث أبدعت وبأعلى المستويات في كل الانشطة.
لكننا اليوم، للأسف، وبسبب هذه المعضلة التي أصبحت قائمة على مجتمع من الغرباء في هذا الوطن، رغما على أبنائه، واقصد بالغرباء، المزورين والمزدوجين، حيث استولوا على نظامنا الديمقراطي، واصبحوا يشكلونه ويشرعونه وفق ما يتوافق مع أهدافها، أي هذه المعضلة التي تهدف الى تذويب هوية هذا الوطن، وبالتالي لم تعد الديمقراطية التي اسسها الآباء والأجداد وأرادوها لنا طربا، فأصبحت لنا نشبا، بل علقما، وبتنا نتجرعه على مدار الساعة.
من هنا أصبح الأمر يتطلب بالضرورة وكي تستعيد عروس الخليج أمجادها ودورها الريادي، وأمنها واستقرارها، أن تسل الدولة سيف هيبتها، وتضرب عبر القانون بيد من حديد موجعة تعيد الحق الى نصابه، وإلا فإن الأمور لن تستقر، بل تنحو إلى الأسوأ.
نحن لا نطالب أن نخرج من ثوبنا الذي تربينا فيه، لكن على هذا الجسم الغريب الذي اقتحم دارنا بفعل عملية التجنيس الإجرامية، التي ارتكبها المجرمون بالتزوير ومخالفة القانون، أن يحترم ثوبها، وانظروا الى دول الجوار، هل يستطيع أي متمرد من هؤلاء الذين ابتلينا فيهم، بغفلة من الزمن، أن يمارس تمرده؟
حمى الله الكويت، وحكم الصباح، صمام الأمان، وشعبها الأصيل، سنة وشيعة وقبائل أصيلة، وكفاها شر الطارئين.
تحياتي.