المغرب يتعهد خطة لإعادة بناء ما دمره الزلزال ومساعدة الناجين

"يونيسيف": 300 ألف متضرر يبيتون في العراء… ودعوات لتعبئة 100 مليون يورو لجهود الإنقاذ

الرباط، عواصم - وكالات: تعهدت حكومة المغرب بمساعدة الناجين من الزلزال الذي ضرب سلسلة جبال الأطلس الكبير يوم الجمعة الماضي وأسفر عن مقتل 2862 شخصا وإصابة 2562 آخرين، وتقديم مساعدات مالية لإعادة بناء المنازل والمدارس.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن رئيس الوزراء عزيز أخنوش قوله في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية إن الحكومة ستعمل على إعادة بناء نحو 30 ألف منزل و500 مدرسة ومستشفيات وطرق وغيرها من البنية التحتية.
وفيما تسابق فرق الإنقاذ، ومن بينهم فرق إنقاذ من الخارج، الزمن للوصول إلى المناطق النائية، قال أخنوش بعدما ترأس اجتماعا مع المسؤولين ونقل توجيهات من الملك محمد السادس، إن الحكومة سوف تكشف خلال الأسبوع الجاري عن مزيد من التفاصيل بشأن إعادة البناء وبناء كل ما دمره الزلزال.
من جانبها، قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أعداد من يبيتون في العراء جراء الزلزال المدمر بنحو 300 ألف شخص، وقالت مديرة المنظمة في فرنسا أدلين هازان إن نحو 300 ألف متضرر من الزالزال ليس لهم منازل ويبيتون في الشوارع، مضيفة أن هناك 100 ألف طفل بلا مأوى ولا مدارس ولا مستشفيات،، داعية لإطلاق حملة تضامن واسعة حتى تتمكن "يونيسيف" من مساعدة المتضررين. وقالت هازان إن "فرق اليونيسيف موجودة للدعم ومواساة الأطفال، هناك الكثير من الأطفال الأيتام وعدد كبير من الأطفال النازحين لا يعرفون مكان تواجد آبائهم"، معتبرة أن هذا من شأنه أن يترك مشاكل نفسية رهيبة، محذرة من أن الأطفال قد يواجهون خطر الجفاف، لهذا تعمل "يونيسيف" على تقديم الغذاء لهم وتمكينهم من مواصلة دراستهم.
بدوره، دعا الاتحاد الدولي لمنظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر إلى تعبئة نحو 100 مليون يورو لدعم جهود الإنقاذ وتلبية الاحتياجات العاجلة على الأرض، وقالت رئيسة الاتحاد كارولين هولت "نحتاج لـ100 مليون فرنك سويسري للاستجابة إلى الاجتياجات العاجلة مثل الصحة والماء والنظافة والصرف الصحي".
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية المغربية ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 2862 قتيلا و2562 مصابا، موضحة أن عدد الوفيات بلغ 1604 بإقليم الحوز و976 بإقليم تارودانت، وحالة واحدة بإقليم الصويرة، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة في باقي العمالات والأقاليم المعنية، مبرزة أن السلطات تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا وفتح الطرق التي تضررت، معبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار الفاجعة المؤلمة.
وفيما قاربت حصيلة القتلى 3000 وهي مرشحة للارتفاع مع استمرار انتشال الضحايا، تواصلت جهود الإغاثة والبحث بين الأنقاض أمس، رغم تناقص الآمال بالعثور على ناجين، فيما تعقد جغرافية المنطقة والمسالك الجبلية الوعرة في جبال الأطلس مهام رجال الإنقاذ والسلطات بسبب انسداد الطرق لتراكم الصخور والحجارة، ويحذر خبراء من خطر انتشار الأوبئة خلال الأيام المقبلة، بسبب وجود جثث تحت الأنقاض تبدأ بالتحلل مع ارتفاع درجات الحرارة، خصوصا وأن بعض القرى الجبلية المنكوبة لم تصلها آليات الحفر ورجال الإنقاذ.