الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المغرب يعلن الحداد الوطني وتنكيس الأعلام ومواجهة آثار الزلزال
play icon
أحد السكان يسير بالقرب من أنقاض المباني في قرية مزودة بإقليم شيشاوة المغربي (وكالات)
الدولية

المغرب يعلن الحداد الوطني وتنكيس الأعلام ومواجهة آثار الزلزال

Time
الأحد 10 سبتمبر 2023
View
111
السياسة

شيّع الضحايا والحصيلة تتجاوز الألفي قتيل و2059 جريحاً و1404 حالتهم خطيرة

قادة "الأوروبي" في خطاب مشترك للعاهل المغربي: نقف مع الرباط في اللحظة العصيبة

الرباط، عواصم - وكالات: أعلن المغرب الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام فوق جميع المباني العمومية، واتخاذ عدد من التدابير والاجراءات لمواجهة آثار الزلزال القوي الذي ضرب البلاد وخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة في العديد من جهات المملكة.
وقال الديوان الملكي المغربي في بيان إن القرارات جاءت بتوجيهات سامية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، خلال ترؤسه بالقصر الملكي بالرباط جلسة عمل حضرها رئيس الحكومة وعدد من الوزراء والشخصيات الامنية والعسكرية، وخصصت لبحث الوضع في أعقاب الزلزال الذي ضرب مناطق مختلفة من البلاد.
وأمر الملك محمد السادس بتعزيز الوسائل وتكثيف فرق البحث والانقاذ من اجل تسريع عملية انقاذ واجلاء الجرحى، وتزويد المناطق المتضررة بالماء الصالح للشرب وتوزيع حصص غذائية وخيام واغطية على المنكوبين والاستئناف السريع للخدمات العمومية.
كما اعطى العاهل المغربي تعليماته السامية بهدف مواصلة اعمال الانقاذ كافة، وتشكيل لجنة وزارية مكلفة بوضع برنامج استعجالي لاعادة تأهيل وتقديم الدعم لاعادة بناء المنازل المدمرة، والتكفل بالاشخاص في وضعية هشة والتكفل الفوري بالاشخاص بدون مأوى جراء الزلزال وتشجيع الفاعلين الاقتصاديين بهدف الاستئناف الفوري للانشطة على مستوى المناطق المعنية.
كما وجه العاهل المغربي بفتح حساب خاص لدى الخزينة وبنك المغرب بهدف تلقي المساهمات التطوعية التضامنية للمواطنين والهيئات الخاصة والعمومية، والتعبئة الشاملة لمؤسسة محمد السادس للتضامن من اجل تقديم الدعم ومواكبة المواطنين في المناطق المتضررة وتشكيل احتياطات ومخزون للحاحيات الاولية. وأعرب العاهل المغربي عن شكر المملكة للبلدان الشقيقة والصديقة التي عبرت عن تضامنها مع الشعب المغربي في هذا الظرف.
في غضون ذلك، شيّع المغرب ضحاياه أمس، حيث ارتفعت حصيلة الزلزال إلى نحو ألفي قتيل حتى حدود العاشرة من ليل أول من أمس بالتوقيت المحلي، وقالت وزارة الداخلية المغربية في بيان إنه "إلى حدود الساعة العاشرة مساءً، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2012 شخصاً، وعدد الجرحى 2059، حالة 1404 منهم خطيرة، وتركزت غالبية الوفيات في إقليمي الحوز (1293)، وتارودانت (452) الأكثر تضرراً جنوب مراكش".
ويضم الإقليمان الكثير من القرى المتناثرة في قلب جبال الأطلس، وهي بمعظمها مناطق يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل، وعرضت قنوات محلية مشاهد جوية لبعض القرى وقد هدمت تماماً، جلها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة الحوز الجبلية، ومن بين القرى التي تكاد تكون دُمّرت تماما، قرية تفغاغت الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومتراً من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومتراً جنوب غرب مراكش، ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية.
وأشار البيان إلى أن السلطات تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة، بينما واصل أفراد من القوات المسلّحة الملكيّة البحث لانتشال جثت وسط الأنقاض، وكان سكّان القرية يتوافدون إلى مقبرة لدفن نحو سبعين ضحيّة وسط الصراخ والنحيب.
وقال أحد سكان منطقة مولاي إبراهيم في الأطلس الكبير، ويدعى الحسن، إنه فقد زوجته وأبناءه الأربعة، مضيفا "لقد فقدت كلّ شيء.. لا أستطيع أن أفعل شيئاً الآن، أريد فقط الابتعاد عن العالم". وعلى مرتفعات القرية التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة آلاف نسمة، تجفّف بشرى دموعها بوشاحها وهي تشاهد الرجال وهم يحفرون القبور لدفن الموتى، قائلة "لقد مات أحفاد قريبتي"، قبل أن تضيف بصوت مختنق "لقد رأيت الدمار الذي خلّفه الزلزال، ومازلت أرتجف. إنه مثل كرة من النار ابتلعت كلّ شيء في طريقها، متابعة "لقد فقد الجميع هنا عائلاتهم، سواء في قريتنا أو في أي مكان آخر في المنطقة".
إلى ذلك، بعث قادة الاتحاد الأوروبي خطابا مشتركا لعاهل المغرب محمد السادس، يقدمون فيه التعازي ويعرضون المساعدة، جاء في الخطاب: "نحن مستعدون، كأصدقاء حميمين للمغرب وشركاء له، في المساعدة بأي طريقة تعتبرها مفيدة"، مضيفا "شعرنا بحزن بالغ للتبعات المدمرة لهذا الحدث المأسوي. إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء به يقفون في تضامن كامل مع شعب المغرب في هذه اللحظة العصيبة". وبالإضافة لقادة دول الاتحاد الأوروبي الـ 27، وقع على الخطاب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

آخر الأخبار