الدولية
المغرب يقاطع قمة "تيكاد" الثامنة ويستدعي سفيره في تونس للتشاور
السبت 27 أغسطس 2022
5
السياسة
الرباط، عواصم - وكالات: عقب الاستقبال الذي خصصه رئيس تونس قيس سعيد لزعيم الميليشيا الانفصالية، والذي اعتبره المغرب عملا خطيرا وغير مسبوق يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية، ويضر بالعلاقات القوية والمتينة التي ربطت على الدوام بين الشعبين المغربي والتونسي اللذين يجمعهما تاريخ ومصير مشترك، وذلك ضدا على رأي اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول مما يؤكد بشكل صارخ التوجه العدائي بدعوة الكيان الانفصالي، قرر المغرب في بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي "تيكاد" والاستدعاء الفوري للسفير المغربي بتونس للتشاور.وبحسب المغرب، فإن هذا التوجه سبقته في السنوات الأخيرة، مجموعة من الإشارات السلبية والمواقف غير الودية اتجاه المصالح العليا للمغرب، في الوقت الذي قام فيه بمبادرات جادة وصادقة لتعزيز التعاون مع تونس في مختلف المجالات.وتجلت هذه المبادرات على الخصوص في الرسائل الملكية التي وجهها الملك محمد السادس للرئيس التونسي بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية وبناء اتحاد المغرب العربي، وكذا قيام الملك بزيارة إلى تونس سنة 2014 في ظرفية أمنية صعبة تعرضت فيها تونس لهجمات إرهابية، حيث جسدت المبادرة دعما قويا لتونس في تلك الظرفية الدقيقة، كما وجه الملك دعوة للرئيس التونسي لزيارة المغرب في 16 يناير 2020، وهي الدعوة التي لم يتم التجاوب معها. وقد سجل، مع الأسف، تجاوب باهت إن لم يكن منعدما مع تلك المبادرات، تجلى على الخصوص في وقف تونس كل أوجه التعاون مع المغرب وتقليص التواصل على المستوى الرسمي، إذ لم تكن هناك زيارات رسمية على المستوى الوزاري إلى المغرب، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاجتماعات المتعددة الأطراف التي نظمت بالمغرب، فيما لوحظت حركة رسمية مكثفة في الاتجاه المعادي للمغرب. يضاف إلى هذا الموقف التونسي السلبي وغير الودي في مجلس الأمن أثناء التصويت على القرار رقم 2602 حول الصحراء المغربية، الذي خالف الموقف التاريخي لتونس منذ افتعال النزاع، والذي كان مفاجئا ليس للمغرب فقط، بل وللصوت العربي في مجلس الأمن الدولي. ويرى المغرب أن هناك توجه واضح يعكس الميل والانحياز ويهدف لعزل المغرب عن محيطه الجهوي وتقليص دوره الإقليمي في أمن واستقرار المنطقة.وشدد بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على أن القرار الذي اتخذه المغرب، لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والمتينة القائمة بين الشعبين المغربي والتونسي، اللذين يجمعهما تاريخ ومصير مشتركين، كما أن القرار لا يشكك في تشبث المغرب بمصالح إفريقيا وعملها داخل الاتحاد الإفريقي، ولا في التزام المملكة في إطار "تيكاد".