العاهل المغربي الملك محمد السادس (أرشيف)
الدولية
المغرب ينتصر في معركة الصحراء والاعترافات الدولية بسيادته تتوالى
الأربعاء 26 يوليو 2023
60
السياسة
محللون: إعلانات التأييد تختصر الزمن... والاعتراف الدولي بالوحدة الترابية للمغرب في 2024الطرح المغربي يحظى بدعم عربي ودولي غير مسبوق وسيحمل الأطراف على التفاوض دون شروطالرباط، عواصم - وكالات: في مؤشر قوي على انتصار المملكة المغربية فيما تعتبره قضيتها المحورية، تتوالى اعترافات الدول بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ودعم مقترح الحكم الذاتي، الذي تعرضه المملكة كحلّ وحيد للملف العالق منذ عقود.والاثنين الماضي، أعلن الديوان الملكي في الرباط أن إسرائيل قرّرت الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وقبل الاعتراف الإسرائيلي، أعلنت دول عديدة اعترافها هي الأخرى بما يعرف في المملكة بـ"مغربية الصحراء"، وكان على رأس تلك الدول الولايات المتحدة الأميركية التي أعلن رئيسها السابق دونالد ترامب أنه يدعم سيادة المغرب على الصحراء، بينما أكد في تغريدة على حسابه على "تويتر" أن قراره يتناسب مع موقف المغرب التاريخي من استقلال الولايات المتحدة، باعتباره أول دولة تعترف بالولايات المتحدة الأميركية كدولة مستقلة.وتعزّز الموقف المغربي بإعلان إسبانيا هي الأخرى تأييد مقترح الحكم الذاتي، وهي الخطوة التي فتحت الباب أمام تطبيع علاقات البلدين بعد أزمة ديبلوماسية حادة دامت نحو عام، وبعد أن التزمت الحياد لعقود، باتت مدريد تعتبر أن خطة الحكم الذاتي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف في الصحراء الغربية.وفي المجموع، أبدت نحو أربعين دولة تأييدها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وهو ما تبين من خلال المشاركة الواسعة في المؤتمر الوزاري الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في 15 يناير 2021، بدعوة من الولايات المتحدة والرباط، ومن بين الدول العربية التي شاركت في المؤتمر السعودية والإمارات ومصر والبحرين والكويت والأردن وعمان واليمن.وبالإضافة إلى كل من الولايات المتحدة وفرنسا، شاركت بعض الدول الأفريقية في الحدث لإبداء دعمها للمقترح المغربي، ومنها السنغال والغابون وغامبيا وغينيا وزامبيا وتوغو وجزر القمر وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وملاوي وليبيريا وساحل العاج وجيبوتي، وكذا جمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطيةوبوروندي وبنين.إلى ذلك، دعمت المقترح المغربي أيضا كل من غواتيمالا، وهايتي، وأنتيغوا وبربودا، ساو تومي وبرينسيبي، سانت لوسيا، جمهورية الدومينيكان، بربادوس، جامايكا، جزر المالديف، والسلفادور، وسوازيلاند (إسواتيني).ويحظى مقترح الحكم الذاتي الذي تطرحه الرباط أيضا بدعم عدد من الدول الأوروبية، أبرزها بلجيكا وفرنسا وألمانيا وهولندا وقبرص ولوكسمبورغ والمجر ورومانيا والبرتغال وصربيا.وترجمت دول عدة اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء بفتح قنصليات بالإقليم، حيث تم افتتاح قنصلية للإمارات والبحرين في مدينة العيون في 2020، لتتوالى بعدها الإعلانات عن فتح قنصليات أخرى، بينما اختارت جمهورية هايتي من ضمن دول أخرى مدينة الداخلة وهي ميناء صيد كبير يقع في الجنوب، لتفتح قنصلياتها هناك.وأشاد المحلل السياسي المغربي عبد الحفيظ الزهري بمواقف الدول التي تعترف تباعا بـ"مغربية الصحراء"، مؤكدا أن ذلك كله يسير في اتجاه عودة الحق لأصحابه، حسب تعبيره، معتبرا أنه بعد كل هذه الإعلانات التي تصب في مصلحة المغرب، فإن الشعب المغربي والدولة في وضع قانوني الآن يسمح لهما بالدفاع عن القضية الوطنية الأولى، مردفا أن الاعترافات تعزز الشق القانوني لسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية للمملكة وتؤكد ضمنيا أن القضية مفتعلة.وبشأن الآثار القانونية التي يتوقعها عن توالي إعلانات تأييد الطرح المغربي، يرى الزهري أنها ستختصر المدة الزمنية المتوقعة للاعتراف الدولي الرسمي بالوحدة الترابية للمغرب، قائلا "ربما يتم الاعتراف الدولي في القريب العاجل، 2024 على أكثر تقدير".من جانبه، يرى المحلل السياسي محمد القطاطشة أن مصير الملف إلى التهدئة، حيث أن الطرح المغربي الذي بات يحظى بدعم عربي ودولي غير مسبوق، سيحمل الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شرط حتى تتم حلحلة النزاع المرير، مشددا على أن الكثير من الدول أضحت تعترف بسيادة المغرب على الصحراء، متسائلا عن جدوى عدّ القضية ضمن لجنة إنهاء الاستعمار الأممية، قائلا لا يجب على المغرب أن يقبل هذا الطرح، طالما أن له الشرعية التاريخية.ويقترح المغرب منح الصحراء الغربية المتنازع عليها حكما ذاتيا تحت سيادته في إطار وحدته الترابية، كحل وحيد لإنهاء النزاع القائم منذ العام 1975، وعرض مبادرته للتفاوض بشأن نظام للحكم الذاتي لجهة الصحراء في 11 إبريل 2007، استجابة لدعوات مجلس الأمن الدولي الذي يتولى النظر في النزاع بغرض التوصل إلى حل سياسي نهائي له.