السبت 21 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

المغيرة بن شعبة... أعلن إسلامه أمام الرسول

Time
الأربعاء 29 أبريل 2020
View
110
السياسة
إعداد - أحمد فوزي حميدة:


"عاشوا معظم سنوات حياتهم في ضلال بعيدا عن الإيمان وتمادوا في ارتكاب المعاصي واحتراف سرقة الناس وأكل حقوقهم ، وحينما أنار الله بصيرتهم وهداهم للإيمان استجابوا وتابوا وانقطعوا عن السرقة وزهدوا في الدنيا ومتاعها حتى نالوا درجة الولاية والاصطفاء والمحبة من الله عز وجل."


في الجزء الثالث من موسوعة "سير أعلام النبلاء" يحكي مؤلفه الإمام شمس الدين أبو عبد الله بن قايماز الذهبي قصة الصحابي المغيرة بن شعبة الذي قتل 13 من أصحابه وسرق أموالهم فيقول: "هو الأمير أبو عيسى وقيل أبو محمد المغيرة بن شعبة–الثقفي- من كبار الصحابة ومعروف بالشجاعة والمكيدة والدهاء"، شهد بيعة الرضوان وكان رجلاً طويلاً مهيبًا ذهبت عينه يوم اليرموك وقيل يوم القادسية ويروى عن السيدة عائشة (رضي) أنها قالت: "كسفت الشمس على عهد رسول الله (ص) فقام المغيرة بن شعبة ينظر إليها فذهبت عينه".
وروى الواقدي عن محمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه، وعن جماعة قالوا: قال المغيرة بن شعبة: "كنا متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات، فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم، فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس وإهداء هدايا له، فأجمعت الخروج معهم، فاستشرت عمي عروة بن مسعود، فنهاني، وقال: "ليس معك من بني أبيك أحد". فأبيت، وسرت معهم، وما معهم من الأحلاف غيري، حتى دخلنا الإسكندرية، فإذا المقوقس في مجلس مطل على البحر، فركبت زورقًا حتى حاذيت مجلسه، فأنكرني، وأمر من يسألني، فأخبرته بأمرنا وقدومنا، فأمر أن ننزل في الكنيسة، وأجرى علينا ضيافة، ثم أدخلنا عليه، فنظر إلى رأس بني مالك فأدناه، وأجلسه معه، ثم سأله: "أكلكم من بني مالك؟"، قال: "نعم، سوى رجل واحد"، فعرَّفه بي، فكنت أهون القوم عليه، وسُرَّ بهداياهم، وأعطاهم الجوائز، وأعطاني شيئًا لا ذكر له".
وتابع: "خرجنا، فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم، ولم يعرض عليَّ أحد منهم مواساة، وخرجوا، وحملوا معهم الخمر، فكنا نشرب، فأجمعت على قتلهم، فتمارضت، وعصبت رأسي، فوضعوا شرابهم، فقلت: "رأسي يُصدع ولكني أسقيكم"، فلم ينكروا، فجعلت أصرف لهم، وأترع لهم الكأس، فيشربون ولا يدرون، حتى ناموا سكرًا، فوثبت وقتلتهم جميعًا، وأخذت ما معهم ، فقدمت على النبي (ص) فأجده جالسًا في المسجد مع أصحابه، وعليَّ ثياب سفري، فسلمت، فعرفني أبو بكر (رضي)، فقال النبي(ص): "الحمد لله الذي هداك للإسلام"، وقال أبو بكر: "أمن مصر أقبلتم؟"، قلت: "نعم"، قال: "ما فعل المالكيون؟"، قلت: "قتلتهم، وأخذت أسلابهم، وجئت بها إلى رسول الله ليخمسها"، فقال النبي (ص): "أما إسلامك فنقبله، ولا آخذ من أموالهم شيئًا؛ لأن هذا غدر، ولا خير في الغدر"، فأخذني ما قَرُب وما بعُد، وقلت: "إنما قتلتهم وأنا على دين قومي، ثم أسلمت الساعة"، فقال: "فإن الإسلام يجُبُّ ما كان قبله"، وكان قتل منهم 13 فبلغ ثقيفًا بالطائف فتداعوا للقتال ثم اصطلحوا على أن يحمل عني عروة بن مسعود 13 دية وأقمت مع النبي (ص) حتى اعتمر عمرة الحديبية فكانت أول سفرة خرجت معه فيها وكنت أكون مع الصديق وألزم رسول الله (ص) فيمن يلزمه".
وأضاف: "بعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى رسول الله (ص) ليكلمه فأتاه فكلمه وجعل يمس لحيته وأنا قائم على رأس رسول الله (ص) مقنع في الحديد فقال المغيرة لعروة كف يدك قبل أن لا تصل إليك فقال من ذا يا محمد ما أفظه وأغلظه قال ابن أخيك فقال يا غدر والله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس".
وشهد المغيرة بن شعبة اليمامة وفتوح الشام والعراق، ولاّه عمر البحرين والبصرة والكوفة، وفتح المغيرة مَيْسان وهمذان، وعدة بلاد.
وعن الزهري قال: "كان دهاة الناس في الفتنة خمسة، فمن قريش عمرو ومعاوية ومن الأنصار قيس بن سعد ومن ثقيف المغيرة ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي فكان مع علي قيس وابن بديل واعتزل المغيرة بن شعبة"؟
ومات أمير الكوفة المغيرة في سنة 50 في شعبان وله 70 سنة وله في الصحيحين أثنا عشر حديثًا وانفرد له البخاري بحديث ومسلم بحديثين، ومن الأحاديث التي رويت عنه أن النبي (ص) كان يقول: "في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
وللمغيرة بن شعبة كلمات مأثورة منها: "اشكر من أنعم عليك، وأنعم على من شكرك؛ فإنه لا بقاء للنعم إذا كفرت، ولا زوال لها إذا شكرت".
آخر الأخبار