المقاومة الأهوازية تضرب "الحرس الثوري" وتقتل العشرات من عناصره

صدمة في موقع الهجوم وجنود يزحفون على الأرض و"الحرس" يتوعد... وظريف: إيران سترد بسرعة وحزم


طهران، عواصم- وكالات: قُتل 29 وأصيب العشرات من عناصر "الحرس الثوري" الإيراني، أمس، في هجوم على عرض عسكري بجنوب غرب إيران، شنته مجموعة مسلحة واتهمت طهران "نظاما أجنبياً" بالوقوف وراءه.
وفيما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن هجوماً استهدف عرضاً عسكرياً، صباح أمس في الأهواز بجنوب غرب إيران، أسفر عن مقتل 29 وإصابة العشرات، مضيفا أن الهجوم استهدف منصة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنويا بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية- الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" بأن حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 24 قتيلاً، وأصيب نحو 60 شخصاً، ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء "إيسنا" عن حاكم "إقليم خوزستان"، علي حسين حسين زاده، قوله "إن متشددين اثنين قتلا، واعتقل اثنان آخران"، وذكرت أن الهجوم وقع قرابة الساعة 09,00 (05,30 ت غ)، ونقلت عن المتحدث باسم "الحرس الثوري" رمضان شريف أن "الذين فتحوا النار على الناس والقوات المسلحة ينتمون الى الحركة الاهوازية".
وأوردت وسائل إعلام إيرانية عدة أن المهاجمين كانوا يرتدون الزي العسكري، فيما قال المتحدث باسم الجيش عبدالفضل شكرجي، إن "من أصل أربعة مهاجمين أرسل ثلاثة الى الجحيم في عين المكان ولحق بهم بعد قليل الرابع الذي أصيب وأوقف بسبب خطورة إصابته"، زاعما أن " المهاجمين تلقوا تدريبا على يد دولتين عربيتين خليجيتين ولهما صلات بالولايات المتحدة واسرائيل".
وأظهر مقطع مسجل جرى توزيعه على وسائل الاعلام الايرانية جنودا يزحفون على الارض بينما تنطلق أعيرة نارية صوبهم، كما أظهر مقطع مسجل بثه الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي جنودا مذهولين بموقع الهجوم، يتساءل أحدهم "من أين جاؤوا"، ورد اخر "من خلفنا".
وسارعت جماعة "تحرير الأهواز العربية" المعارضة في الإعلان عن تبني الهجوم، عبر هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" الناطقة باللغة الفارسية، بينما قال متحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الاهواز يعقوب حر التستري لوكالة "رويترز" إن المنظمة التي تنضوي حركته تحت لوائها مسؤولة عن الهجوم.
كما تبنى تنظيم "داعش" عبر وكالة "أعماق" التابعة له الهجوم، مؤكدا عبر "تلغرام" أن "انغماسيين من التنظيم هاجموا تجمعاً للقوات الإيرانية، إلا أن التستري فند ذلك، مؤكدا أن تبني "داعش" غير صحيح وأن العملية "فدائية" نفذتها المقاومة الوطنية الأهوازية.
على صعيد ردود الفعل، بشأن الهجوم الدامي الذي وجه ضربة للامن في ايران، أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف عبر "تويتر"، أن "إيران سترد بسرعة وبحزم"، مضيفا أن "إيران تحمّل رعاة الإرهابيين الإقليميين وأسيادهم الأميركيين مسؤولية الهجمات الإرهابية".
كما توعد المسؤول الكبير في "الحرس الثوري" يحيى رحيم صفوي بالرد، قائلا إنه "على الاعداء ألا يتوهموا أن بوسعهم أن ينالوا العزة بهذه الفعلة المشؤومة، سيرد شعب ايران وقواتها المسلحة على هذ"، بينما قال قائد "الحرس الثوري" علي فدوي مساعد، ان "هذا العمل لا يثبت القوة بل يدل على الذلة ويأتي استمرارا لممارسات "داعش" في العراق وسورية حيث يقتلون الابرياء".
وزعم مساعد شؤون تنسيق "الحرس الثوري" في محافظة خوزستان مير عبدالرضا حاجتي، القضاء على منفذي الهجوم منذ اللحظة الاولى، مشيرا إلى أن "المهاجمين تواجدوا في المكان بلباس مموه"، وأن الأجهزة الأمنية تقوم بدراسة دقيقة لأسباب الهجوم.
دوليا، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم، وقدم تعازيه لنظيره الايراني حسن روحاني، داعيا الى تعزيز التعاون لمكافحة الارهاب.
وكتب بوتين لروحاني في برقية نُشرت على موقع الكرملين "هذا الحدث يذكرنا بضرورة شن حملة لا تهاون فيها ضد الارهاب بكل أشكاله وأريد التأكيد على استعدادنا لمواصلة تعزيز التعاون مع شركائنا الايرانيين في مقاومة هذا الشر".
في غضون ذلك، هدد الرئيس الايراني حسن روحاني، الرئيس الاميركي دونالد ترامب بمصير الرئيس الراحل صدام حسين، مؤكدا خلال عرض عسكري في طهران قبل وقوع الاعتداء، أنه سيفشل في مواجهته مع ايران تماما مثلما فشل صدام حسين خلال الحرب التي دارت في الثمانينات بين ايران والعراق، وتعهد بألا تتخلى طهران "عن أسلحتها الدفاعية بما في ذلك صواريخها التي تجعل أميركا غاضبة جدا".